المقدمات. . إن الأديب الفاضل بدر الدين الحاضري أشبه بوكيل النيابة الذي يوجه التهمه وهو لم يقرأ من (ملف) الفضية غير صفحتين. . أما تراه يخالفني فيمن طبق عليه الأداء النفسي هذا التطبيق الواسع، منهيا إلى أن هذا الأداء لا يتمثل في شعره بصورة واضحة، وهو لم يقرأ من تطبيق مذهبنا على شعر علي محمود طه غير مقال؟! ما هذا أيها القارئ الصديق؟. . لقد كنت أرجو أن نفسك بعد أن تكون قد رجعت إلى التطبيق في صورته الكاملة، حتى تستطيع أن تهيأ لحكمك من الأدلة ما يقف به على قدميه!
إن تلك النماذج الفنية التي استشهدت بها من شعر على محمود طه، هي الحكم الفاضل بيني وبين كل معترض على أمانة النقد وسلامة التطبيق. . ولن أضيق أبداً بأي قارئ يجادلني فيما كتبت، أما أن يعترف الأديب الفاضل بأنه أرجأ النظر في بقية الفصول طلبا للوحدة الموضوعية، فقد كان يجدر به خضوعاً لهذا المنطق أن ترجي اتهامه لنا بالعصبية الإقليمية!!.
أن أيليا أبا ماضي الذي في الطبقة الأولى من الشعراء ليس شاعراً مصربا، ولعل القراء يذكرون أن أول تطبيق لمذهب الأداء النفسي على صفحات الرسالة كان منصباً على هذا الشاعر، حتى لقد دفعته الدهشة من أن يحتفل ناقد (مصري) بشعره، إلى أن يبعث إلينا بتحية الصادقة وشكره الخالص، على لسان صديقنا وصديقه الأستاذ محمد على الحوماني. . ماذا أقول بعد هذه اللفتة التي أذكرها لأول مرة حين دعت إليها المناسبة واقتضاها المقام؟!.
إنني أقول للأديب الفاضل رداً على تلك التعريجة في منعطف الطريق: صدقني أنه لا يضيرنا أن راية الشعر فوق أرض سورية لو لبنانية لو عراقية، ما دامت هذه الأرض قطعة عزيزة من هذا الثرى الحبيب، ثرى البلاد العربية حين تجمع بينها حدود واحدة هي حدود الوطن الكبير. . ولكن القول بأن رأيه الشعر ظلت مرفوعة في مصر فترة من الزمن انتهت بانتهاء أمير الشعراء، يع في رأينا شاطحة من شاطحات الرأي العابر والحكم الطائر حين يعوزهما قوة الدليل والبرهان. . لقد نودي بمثل هذا الرأي في مصر بعد أن مات شوقي، وحين ظهر في الأفق الشاعر الذي ملأ المكان الشاعر، تريثت موازين النقد في إصدار الأحكام النهائية على النهائية علة إنتاج المعاصرين!.