للرنوك شان عظيم عند الغربيين، لها سجلات رسمية خاصة بها، يسجلون فيها شكل الرنك (الشعار) وألوانه والرسوم التي فيها، مع لقب العائلة التي يحق لها حمله، وأسماء أفرادها، وكل ما يتعلق بهم من البيانات عن تواريخ ميلادهم ونشأتهم وحالتهم المدنية مع إضافة علامة جديدة لبعض أفراد العائلة الجدد. وللرنوك عندهم علماء تخصصوا في البحث فيها، وفي تتبع رنك كل عائلة واستقصاء أصله وتاريخ نشأة العائلة. وهنالك رنوك أخرى للمدن والبلاد في أوربا لتمييز جماعات كل بلد أو صناعاته أو مناخها عن غيرها. وقد حاول بعض هؤلاء العلماء إرجاع أصل الرنوك عند الغربيين إلى الشرق، وقالوا إنهم اقتبسوا فكرتها أيام اتصالهم بالسلاجقة والأيوبيين والمماليك إبان الحروب الصليبية، بدلي وجود رنوك سلجوقية وأيوبية ومملوكية مشابهة لرنوكهم على بعض الآثار في مصر وسوريا وفلسطين
وبينما نرى أن للرنوك في أوربا صفة عائلية محضة يتوارثها الابن عن أبيه وجده، نجد أنها كانت تدل في عصر المماليك على الوظيفة التي كان يتقلدها حامل الرنك في البلاط السلطاني. وكان للمماليك في جيشهم نظام عسكري لا يحيدون عنه، فكانوا يعتمدون فيه على الجند من المماليك فقط، يجددون دائماً بشراء مماليك صغار، يتولى جلبهم إلى مصر موظف معين لذلك يلقب بتاجر المماليك. وهؤلاء المماليك الجدد كالهم حديثو السن، يلحقون بمدرسة المماليك بالقلعة حيث يقيدون كمماليك كتابية، ويتعلمون القراءة والكتابة، ويدربون على الأعمال والنظم الحربية. فإذا ما تم تعليمهم وتدريبهم، أعتقهم السلطان، ووهبهم ما يبدءون به حياتهم الحرة، وما يتناسب مع تدريبهم الحربي، أي ملابساً تميزهم عن إخوانهم الأرقاء وأسلحة وخيلاً. وتطلق كلمة مملوك عليهم بعد عتقهم أيضاً، فكان مؤرخو العرب يستعملون أسم (مملوك) لمن يؤدي أعمالاً داخلة في النظام العسكري، وكلمة (عبد) لمن يستخدم في أعمال منزلية مثلاً وهو في الرق
ثم يعين السلطان المماليك (الأحرار) الجدد للخدمة في الجيش أو في المقاطعات والبلاد، بعد أن ينتخب منهم عدداً لحراسته وخدمته الخاصة، ولذلك يسمون بالخاصكية. وهؤلاء هم