الأستاذ زيجفريد وأثر العلوم السياسية في تكوين الأمم
ألقى الأستاذ اندريه زيجفريد الأستاذ بالكوليج دي فرانس ونزيل مصر الآن في كلية الآداب بالجامعة المصرية محاضرة شائقة عن العلوم السياسية وأثرها في تكوين الأمم والحكومات؛ ومن رأي الأستاذ زيجفريد أن العلوم السياسية من العناصر الضرورية لتكوين الحكومات والرأي العام في الأمم الديموقراطية، وأن الأداة الحكومية يجب أن ترتكز على عناصر مثقفة من الناحية السياسية لتستطيع القيام بمهمتها؛ أما رجال السياسة فيرى الأستاذ زيجفريد أنه ليس من الضروري أن يلموا بكثير من التفاصيل الإدارية والفنية ليتولوا مهام القيادة والحكم، وليس من السهل أن يتعلموها، وللسياسي العظيم شخصية ومواهب خاصة تغنيه عن معرفتها. ففي السياسة يجب أن يكون الإنسان شخصاً ما. أما في الإدارة فيجب أن يكون الإنسان شيئاً ما
كان اللورد كيرزون نائب الملك في الهند يقول: إن الحاكم يحكم بشخصيته. بيد أن هنالك فريقاً من الساسة يجمع بين الصفتين أعني المزايا السياسية والمزايا الإدارية، ومن هؤلاء نابوليون وثيير وبسمارك وكافور وموسوليني؛ وهنالك أيضاً بعض الساسة الذين تعوزهم الصفات الإدارية والفنية حكموا بأعظم قسط من النجاح، ومن هؤلاء لويد جورج، وارستيد بريان
على أنه إذا كان الرجل العبقري يستطيع الاستغناء عن هذه التفاصيل فإن الحكومات لا تستطيع الاستغناء عنها؛ وتتفاوت كفاية الحكومات في الحكم بقدر ما تملكه من المزايا الإدارية والفنية؛ والحكومات القوية العظيمة هي التي تتمتع بأعظم قدر من هذه المزايا؛ ودراسة العلوم السياسية هي أول عنصر يمهد للتمتع بها
وبهذه المناسبة نذكر أن الأستاذ زيجفريد، فضلاً عن كونه أستاذاً بالكوليج دي فرانس، عضو بالمجمع العلمي الفرنسي؛ وله عدة كتب هامة في الاقتصاد السياسي والاقتصاد الاجتماعي؛ ومن أشهر كتبه:(الولايات المتحدة اليوم): ' ' (وأمريكا اللاتينية) ' (والأزمة البريطانية في القرن العشرين) وغيرها وهو يعد الآن مؤلفاً من هذا النوع عن مركز فرنسا في البحر الأبيض المتوسط ويعنى أثناء دراسته بمصر بملاحظة أثر