وكان أهم ما يميز الملك والمدير أن كلاً منهما قادر على التكهن في الفصل في الخصومات وكذلك في الأمور القانونية، فكل الأمور التي تؤدي إلى المنازعات مثل القتل والموت كل هذه كان يفصل فيها بواسطة التنجيم والتنبؤ، وكانت هذه مصدر ربح عظيم للأسرة المالكة
والملك هو مصدر القانون وهو مطلق التصرف، فله الحق أن يقتل من شاء حسب إرادته، فسلطته استبدادية. وجماعة الأزندي يكونون وحدة سياسية، ومركز الفرد وسلامته واستغلاله لموارد بلاده الاقتصادية كل ذلك متوقف على قيامه بالواجب عليه نحو النائب والمدير والملك
وكل قبيلة تعرف باسم عميدها، فمتى مات أو قتل تشتت أفرادها. والقبائل هنا ليس لها أي صبغة سياسية ولا اقتصادية ولكنها ذات صبغة دينية. فنظام القبائل مؤسس على النظام الطوطمي، إذ لكل قبيلة حيوان تقدسه وتحرم على أفرادها أكل لحمه، إذ يعتقدون أن أرواح موتاهم تنتقل إليه. والرجل واخوته وأنجالهم يسكنون سوياً على ضفة مجرى مائي، ويعملون معاً في الزراعة والصيد وغير ذلك من شؤون الحياة. ويهتمون بشؤون كل فرد منهم كما يشتركون في الدفاع عن أي فرد يصيبه أذى منهم؛ وأكبرهم سناً يقوم بإلقاء الوعظ والإرشاد على الصغار أما من حيث الزواج، فإذا أراد الرجل أن يتزوج فعليه أن يعطي أقارب زوجته من عشرين إلى أربعين حربة، وهذه الحراب لا تشترى بماله الخاص، بل يهديها إليه والده وأعمامه، وهذا قد أدى إلى توثيق صلة الابن بالأب والأعمام
ومن أهم المظاهر الاجتماعية الشائعة بين الأزندي، والتي يهتم بها كل فرد في مجتمع الأزندي سواء في ذلك الملك والصعلوك هي مسألة الحسد، تلك المسألة التي تلعب دوراً هاماً في حياة الأزندي الاجتماعية، فهم يعتقدون أن أناساً كثيرين يحملون في معدتهم الحسد، وهذا الداء ينتقل من شخص إلى آخر بواسطة الوراثة، فالرجل الحسود أبناؤه الذكور حسودون، وأما بناته فلسن كذلك؛ والمرأة الحسود بناتها حاسدات وأبناؤها بعكس ذلك؛ وكانوا يشقون بطون موتاهم لمعرفة ما إذا كانوا حسدة أم لا
وفي اعتقاد الأزندي أن السبب في سؤ الحظ هو الحسد. فالمرض والموت وفشل الصيد