وقلة المحصول كل ذلك سببه الحسد. ولذلك عند حدوث شيء من هذا القبيل يبحثون عن الحاسد الذي سبب المرض أو غيره، وبعد معرفته يخبرون الرئيس عنه وهو يستدعيه إليه ويأمره أن يكف حسده وأذاه عنهم
والطريقة التي يستعملها الأزندي لمعرفة الحاسد هي طريقة التكهن أو التنجيم وأهم طريقة يستعملونها للتكهن هي الطريقة التي يسميها الأستاذ بريتشارد (بنج والتي يسميها الأستاذ سلجمان - وهذه تتلخص فيما يأتي: يحضرون بعض أنواع السم ويعطونه لدجاجة ويسألونها عند إعطائها هذه المادة عن الرجل الذي يشتبهون في أنه هو الحاسد، هل هو متهم أو برئ؟ فان ماتت الدجاجة التي أكلت هذه المادة السامة فمعنى ذلك أن الرجل متهم، وأنه هو الحاسد، وأما إذا لم تمت فأن الرجل برئ. فان أعيدت العملية مرات وكانت النتيجة ثابتة كان ذلك زيادة في التأكيد، فإذا مات رجل فان أسرته تبحث عن الحاسد الذي كان سبب موته فان عرفوه بطريقة التكهن السابقة الذكر فأنهم يقتلونه أو يدفع غرامة، وهذه الغرامة تقدر بامرأة وعشرين حربة
وإذا قتل رجل فأنه يحنط، والمدير مسئول عن البحث عن الحاسد الذي تسبب في قتله وذلك بواسطة التكهن ولا يقوم بهذا العمل غيره.
وأما في الأحوال الأخرى التي تدل على سؤ الحظ من مرض وغيره كما سبق شرحه فانهم يقومون بالبحث لمعرفة الحاسد بواسطة هذا النوع من التكهن، فإن عرف فإنهم يخبرون النائب عنه حيث يستدعيه ويأمره بأن يكف عن أذاه وحسده عنهم.
وهكذا يفصل في كل الأمور القانونية والمشاكل الاجتماعية بواسطة التكهن، والحكم الأوروبي الآن يرفض الاعتراف بمسألة التكهن الذي شرحناه على الوجه السالف. ولكن الأزندي تمكن من إيجاد مفر من تشديدات الأحكام الجديدة فلجأ إلى السحر، فإذا مات شخص فأن ذويه يحضرون ساحراً ليقوم بعمل السحر والتعاويذ اللازمة لهلاك من تسبب في موته بواسطة الحسد. ثم ينتظرون أياماً وأشهر ليروا النتيجة، فإذا سمعوا بموت أحد من جيرانهم أو من أعدائهم أو ممن يشتبهون فيهم فأنهم يقومون بعمل التكهن بواسطة الدجاجة كما سبق ذكره ويسألونها فيما إذا كان هذا الشخص الذي مات هو الحاسد الذي أهلكه السحر أم لا