للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كنت أهواك]

للأديب محمد قطب

كنت أهواكِ خاطراً في شعوري ... وخيالاً يجول في تفكيري

كنت أهواك (فكرةً) ذات حسن ... ورواء، رفاَّفةً في ضميري

كنت أهواك لا كحب الأناسيِّ ... فما كنتِ غير روح طهور

كنتِ روحاً مرفرفاً في خيالي ... بجناحين من نقاء ونور

كنتِ معنىً مِنِّي أراك بروحي ... في ثنايا عواطفي وشعوري

كنتُ ألقاك حين أسمو بنفسي ... عن دُنَى الناس لُطَّخت بالشرور

ولقد طالما هبطتُ إلى الأر ... ض فأعليتنيِ لوادي النور

حيث نرتاده خِفافاً من القي ... د وتنساب كانطلاق الطيور

حيث ننسى ضآلة الأرض إذ تج ... معنا وحدةُ الوجود الكبير

ونحس الحياة خلداً جميلاً ... رائق الصفو كالسنى، كالعبير

كان هذا متاع قلبي وفكري ... كان فيه سعادتي وسروري

لقد كنتِ أنت معنى من السحر ... طليقاً في عالمي المسحور

كنت سراً أرتاده في ضميري ... وضمير الحياة خلف الستور

فإذا ما لقيته طرت نشوا ... ن بهذا اللقاء جد فخور!

إنما اليوم أنت عقل وجسم ... رابض جاثم بغير طفور

أنت في الأرض تثقلين انطلاقي ... وتَمُدِّينَنيِ كقيد الأسير

وتريدين لي حياة ظلام ... في نظام محدد مكرور

ما حياة الأجسام؟ ما (واقع) ال ... عقل؟ سوى عالم من الديجور

كنت أهواك حين كنتِ خيالاً ... وانطلاقاً في عالم مذخور

كنت أهواك هل ترى كان هذا ... ماضياً؟ يا لشقوتي وكفوري!

كيف أحيا وأنت لست بدينا ... ي تضيئينها بنور غزِير؟

وتبثين في فنوني حياة ... وتمدينها بخصب وفير؟

سوف أهواك فكرة ذات حسن ... ورواء، رفافة في ضميري

<<  <  ج:
ص:  >  >>