للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الشعر]

شاعر يودع الحياة

اللحن الأخير. . .

(أخي الأستاذ المعداوي:

(اسمح لي أن أقدم شكري لمصر المثقفة ممثلة في شخصك الكريم على الموقف المشرف الذي وقفته إزاء قضيتي في وزارة المعارف العراقية، واسمح لي أن أهدي إليك شكر الشباب العراقي المثقف على رسالتك الرائعة التي وجهتها إلى وزير معارف العراق، ولكني في الوقت نفسه أود أن اسمع أدباء العربية بأن صرختك وصرختي لم تنفذا إلى مسامع وزارة المعارف العراقية لأنها تجد في غمط حقوق الشعراء واجباً لا بد منه، وعلى كلٍ فإنك باسم مصر زعيمة البلاد العربية قد أديت ما عليك، لذا كان من واجبي أن أرفع هذا اللحن الباكي لك ولكل أديب مصري. . وهو كما أظن آخر ألحان الحياة. . .)

الناصري

جف نبعي وشف روحي الغليل ... وتمشي على حطامي الذبول

وغدا قلبي الندى يباباً ... ما به واحة ولا سلسبيل

وخيالي الطليق قيده اله ... م فإن طار جاذبته الكبول

وارتضت نفسي الجريحة بالوهم ... وللوهم يركن المخذول

فزع صارخ يلف حياتي ... فحياتي تلفت وذهول

وفراغ كوحشة القبر ... أزيحه، فلا فرحة ولا ترتيل

وحدة مرة وغربة روح ... راضها للعذاب صبر جميل

فالحنين الحنين للشاطئ المجهول ... ريي وزادي المستحيل

كلما أشرفت على الغيب روحي ... ودها مأمل لوح سؤول

فالضباب الكثيف، والظلمة الدك ... ناء، والوحش والطريق الطويل

والعذاب الممل والعدم الشام ... ل، والخوف والرجاء القتيل

وعواء الذئاب والظمأ القاتل، ... والشوك. والهجير الأكول

وأنا راكض، ألملم آمالي ... فتذري شتاتهن القبول

<<  <  ج:
ص:  >  >>