رأيت في نومي البارحة رؤيا أفزعتني: رأيت أني تزوجت. ولم تبين الرؤيا كيف تم ذلك، ولكن وجدت نفسي على فرش وثيرة من الدمقس الأزرق في حجرة جميلة ذات سجف من حرير متألق متماوج الألوان كرقبة اليمامة. وسمعت حولي من يقول:
- هذا جهازها
- جهاز من؟
- عروسك
- ومن الذي زوجني؟ وممن العروس؟
- من بيت حسب ونسب. ذات جمال ومال وحلاوة لسان. وهي فرصة كان لا بد من انتهازها. وقد علت بك السن وكاد يفوت أوان الزواج
- ومن انتهز لي هذه الفرصة؟
- أولاد الحلال، من قرائك المعجبين الذين يهتمون لأمرك
- شيء لطيف. وهؤلاء القراء المعجبون الذين زوجوني، كيف فعلوا ذلك؟ وأين وجدوا لي هذه العروس. .؟
- لا شأن لك بكل هذه التفاصيل. ولا تشغل بالك إلا بما أنت فيه من نعيم مقيم
- والعروس؟ أسبق لي رؤيتها؟
- لا. ستراها الليلة
- عجباً! وكيف يزوجوني ممن لم أرها ونحن في القرن العشرين؟ آه أيها الناس! إن هذا جاوز الحدود. . .
- هي أيضاً لم ترك
- أقرأت كتبي؟
- لو كانت قرأت كتبك لما تزوجتك
- وكيف إذن أقنعوها؟
- قالوا لها عنك كل شيء إلا الأدب والتأليف. فقد وجدوا من الحكمة وأصالة الرأي كتمان ذلك عنها إلى أن يتم العقد ويتعذر النقص
وفتحت عيني في الصباح وأنا أقول: (اللهم أحمدك على استيقاظي قبل تمام العقد، وقبل