للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

عرض ونقد:

العقل المؤمن

تأليف الأستاذ عبد المنعم محمد خلاف

للأستاذ بركات

- ١ -

ذلك - أيها القارئون - قبس له وهج ونور، إلى على نفسه الكاتب - أن يقف به لا يريم، في معتنق الدروب، وملتقى السبل. يجمع السارين السكارى على حجة الله، وصيحة الكون، ويود في إخلاص لو تنشق له كل نفس ليواقف أصل الفطرة وروح الطفولة، ومنطق البراءة (إن الإسلام دين الطبيعة، ولو لم يكن دينا موحى به لكهان المذهب العقلي الفلسفي الوحيد الذي يحب اتباعه وحمل العقل عليه لاحترام النفس، والاحتفاء بالحياة العاجلة والاطمئنان إلى المصير السعيد). . وإن طوفة تعطف بالمرء على كل فصل في رفقة الأستاذ عبد المنعم خلاف - لكفيلة باستقرار وجدانه، وهدوء نفسه

لقد سحق القلق قلوبا حتى ذرها رمادا فيالهواء، ومن هنا ضاقت مسارح الإنسانية بين فكي القنوط، وصار الأمل كله قارا على مرتكز بعيد في أغوار المستقبل هو: الإنسان الكامل، وبين يدي ذلك اليأس الكافر هوت قيمة الفرد وصار معبرا وطريقا إلى الغائب المنشود، وكأنه مسمار في باب، أو خيط في ثوب، ولكن العقل المؤمن بسناه النافذ يكشف الغمة، ويطارد تلك الظلمات (تقول بعض الفلسفات إن الحل لهذه المشكلة هو في القول بالامتداد المستمر في الأفراد الآتية من النوع. فالكمال الذي ينشده الأفراد يحلمون به سيتحقق في أنوع. وكان الإنسانية في خيال هؤلاء هي المعنى الواحد في الأفراد. أما أجسام الأفراد فهي أثواب تنضوها الإنسانية في الأجيال المتعاقبة وتلقيها جثثا ميتة على طريقها إلى غايتها. . . ولكن في هذه الفلسفة إهدار تاما للفرد وارتدادا بالإنسانية إلى أفق واطئ جدا هو أفق النبات والبذور، دع عنك أفق الحيوان، ونظرة واحدة إلى إخراج الأفراد من الأرحام بصور متعددة الوجود وشكول مختلفة في العقول والنفوس - وهذا في الإنسان فقط -

<<  <  ج:
ص:  >  >>