أرفع إليك تحية طيبة وتقديراً عظيماً وإعجاباً كثيراً بما تقدمه لقراء الرسالة الزاهرة في باب (الفن والأدب في أسبوع) من مقالات شيقة نافعة، وأشكر لك هذه اللفتات الكريمة التي تخص بها إخوانك أبناء جنوب الوادي من حين إلى حين، هذا وقد دعني إلى كتابة هذه السطور إليك ما نشرته لك الرسالة في العدد (٩٤٩) تحت عنوان: (الثقافة المصرية في السودان) وأستطيع أن أعتبر موجزاً في قولك (وليت وزارة المعارف تخرج عن تلك الرسمية المقفرة فتختار بعض الأدباء المعروفين بآثارهم القلمية الناضجة ليشاركوا في موسم المحاضرات المصرية بالسودان فتتيح لأهله أن يروا الوجوه التي يقرئون لأصحابها ويصلوا ما يقرئون بما يسمعون. .) وأستطيع أيضاً أن أؤكد لك يا سيدي الأستاذ أن هذه هي الرغبة الحقيقية لكل أديب هنا بل رغبة كل قارئ وقارئة في السودان من الذين يتتبعون الحياة الفكرية في مصر.
ومع أننا قدرنا للفاروق العظيم ولمصر إرسال تلك البعثات واستفدنا من كل الأساتذة المصريين الذين حاضرونا وعلى رأسهم الأستاذ الجليل الدكتور محمد عوض بك، إلا أننا نقرر للحقيقة ونقرر تأييداً للغتك البارعة التي سبقت الإشارة إليها أن مجرد ذكر اسم الأستاذ العريان في بعثة العام الماضي أحدث دوياً شديداً وتطلعاً عظيماً لرؤية هذا الرجل الذي عرفه السودان علماً من أعلام الأدب منذ نيف وعشرين عاماً وكانت محاضراته من النوع الذي ننشده فعلاً، ونتعطش إلى سمائه ولا سيما وأنه أعاد لنا ذكرى مشكلة الجديد والقديم في الأدب العربي، ذكرى ذلك الصراع الفكري بين عمالقة الأدب في حلبة الرسالة منذ أمد طويل وما يزال له إلى اليوم صدى ورنين.
وإذا كان لي أن أقترح فإني أقول يا حبذا لو ضمت البعثة هذا العام رجالاً في وزارة المعارف قرأنا لهم كثيراً وعرفناهم حق المعرفة كالأستاذ سيد قطب والأستاذ أنور المعداوي وعلماء أصحاب ابتداع وتفكير ديني حديث كالأستاذ خالد محمد خالد. وإذا كانت البعثة لا يشترط في أعضائها أن يكونوا من موظفي وزارة المعارف فكم نحن مشوقون لنرى