التعليم بين التوسيع والتجديد في المؤتمر الثقافي العربي:
أشارت الصحف في الأسبوع الماضي إلى أن وفد مصر في المؤتمر الثقافي العربي أبدى ملاحظات على جدول أعمال المؤتمر، وذهب بعضها إلى التساؤل هل ينسحب الوفد من المؤتمر. . . ثم نشر أخيراً أن الأمر قد استقر على تعديل الجدول بما لا يخالف وجهة النظر المصرية.
ذلك هو ما نشر، وهو كلام مجمل يدفع إلى التساؤل عن حقيقة المسألة. وتفصيل الموضوع أن اللجنة التي كانت الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية قد ألفتها لفحص الردود والتقارير المقدمة إلى المؤتمر، والتي ذكرت أسماء أعضائها في الأسبوع الماضي أخرجت كتيبا يشتمل على تمهيد للمسائل التي ستعالج في المؤتمر، و (تفريغ) للإجابات المختلفة التي وردت ردا على الأسئلة المرسلة من الإدارة الثقافية إلى الجهات والهيئات الثقافية، وتوصيات وضعتها اللجنة لتكون موضع مناقشة وبحث في المؤتمر.
بين الأسئلة التي وضعتها الإدارة الثقافية: هل يسير التوسع في التعليم وفقا لخطة مرسومة؟ ما الغرض الأساسي من تحديد التعليم؟ ما وسائل التحديد؟
وكانت وزارة المعارف المصرية - بطبيعة الحال - من الجهات التي وجهت إليها الأسئلة، ويظهر أنها شعرت من هذه الأسئلة بروح يخالف ما شرعت فيه - منذ تولى الأمر معالي الدكتور طه حسين بك - من التوسع في نشر التعليم، بل تعميمه وتيسيره لجميع المواطنين. وظاهر أنه لا مكان (للتحديد) فيما يجري بين الناس ميسراً للجميع كالماء والهواء، فلا مكان إذن للإجابة عن غرض أساسي للتحديد أو وسائل للتحديد. . .
شعرت الوزارة - على ما يبدو - بأن تلك الأسئلة (تستجوب) في أمور تجري عليها السياسة التعليمية في مصر، فظهر مكان إجابة وزارة المعارف المصرية في ذلك الكتيب أبيض. . . وبازائه تحت (ملاحظات) ما يلي (أشار التقرير إلى أن اللجنة الثقافية المصرية قررت أن تدرس هذه المسائل في جلسات خاصة توطئه لمناقشتها في المؤتمر).
أما (تمهيد) اللجنة و (توصياتها) فقد انبثت فيها أشياء (بيداجوجية) مما ضاق به الناس من