((قومية) بحثه وراء (الحقيقة) في التاريخ المصري القديم. .)
للأستاذ محمد السوادي
احتفل أهل الرأي وذوو المكانة وأبناء الفكر في عاصمة مصر بتأبين الفقيد من أيام، فرددت جنبات القاعة الثقافية التذكارية في الجامعة الأمريكية مواهب الراحل ومناقبه، جرت نثراُ على ألسنة هيكل ومنصور فهمي وأباظة وآخرين، وجرت شعراً على ألسنة العقاد ومطران ومحرم وآخرين
ومن الرابع عشر من هذا الشهر تحتفل أسرة الفقيد بإحياء ليلة الأربعين، فيذكر الذاكرون أن أربعين يوماً مرت على آخر عهد لمصر بابنها (الممتاز) الذي وقف عليها ما أوتي من جهود، وسخر في سبيلها ما آتاه الله من فضل وفن ومميزات رقت به إلى مستوى فريد ومقام ملحوظ وأحب بدوري أن أختار هاتين الملائمتين - التأبين والأربعين - لأثير ناحية من أدب الفقيد تمشي وما ذكره الذاكرون من الشعراء والناثرين، فقد ذكروا الخدمات التي أداها عبد القادر حمزة التي أحبها فعاش لها، مصر الحديثة في جهاده السياسي والصحفي والأدبي، ومصر القديمة التي بعثها بعثاً رائعاً في كتابه (على هامش التاريخ المصري القديم). هذه الناحية التي احب اليوم أن أغزوها أو أجلوها هي (قومية البحث عند عبد القادر حمزة وراء الحقيقة في التاريخ المصري القديم)
وأحب أيضاً أن أسجل أسفي على فقر مصر الحديثة من ناحية المؤسسات العلمية التي تفزع إليها الأمم النهضة لقدر القيم العلمية لجهود الأفراد قدرها الحق؛ ولو أن مصر كانت مثرية في هذه الناحية ثراء الأمريكيين والأوربيين، لهبت هذه المؤسسات إثر وفاة العظيم تتناول مخلفاته بالبحث ولرأينا الجمعيات التاريخية تتوفر على الجانب التاريخي منها فتجلوه. المحاضرون من أعضاء المؤسسة بمحاضراتهم، والباحثون بالكتب التي يصدرونها بسطاً لهذه الجهود وتأييداً أو تفنيداً، أما وقصارى جهدنا أن يجتمع بعض الناهضين -