للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكُتُب

الديمقراطية في الإسلام

تأليف الأستاذ عباس محمود العقاد

للأستاذ عبد الرازق عبد ربه

ظهرت في السنوات الأخيرة، مؤلفات عديدة في اللغة العربية تبحث في موضوعات إسلامية، ولم تكن تلك المؤلفات بأقلام الغربيين أو المستشرقين كما كان الأمر من قبل، وإنما كانت كلها بأقلام سادة من كبار الكتاب المصريين في هذا العصر الحديث؛ فالأستاذ سيد قطب بحث في العدالة الاجتماعية في الإسلام ثم خص الرأسمالية والإسلام بكتاب، وأستاذنا الدكتور أحمد أمين بك يصدر كتابا عن الإسلام بعنوان (يوم الإسلام) وها هو ذا أستاذنا الكبير العقاد الذي درس بطريقته المبتدعة الرصينة عظماء الإسلام في سلسلة العبقريات يصدر اليوم كتاب (الديمقراطية في الإسلام) بعد أن أصدر منذ خمس سنوات كتابه (الفلسفة القرآنية) ومن أحق من أستاذنا العقاد بالكتابة عن الديمقراطية؟ فهو كاتبها الأول المنافح عنها، الذائد عن حياضها حتى تعرض لما تعرض له من أقوال ذوي النظر القصير، وآراء ذوي العقل الكليل، ورمى بما لا يصح أن يرمى به الأستاذ العقاد.

فإذا كان الأستاذ العقاد يكتب اليوم عن الديمقراطية في الإسلام فقد كتب من قبل عن (الحكم المطلق) منددا به، ولعل حبه للديمقراطية وكراهيته للاستبداد حدا بأستاذنا الكبير أن يكتب عن هتلر في كتابه (هتلر في الميزان) وإن حيك حول هذا الكتاب من أباطيل لا تدل إلا على سخف في التفكير وفساد في الضمير.

وكتاب (الديمقراطية في الإسلام) يقع في ثمان وسبعين ومائة صفحة من القطع المتوسط، قامت بنشره دار المتعارف. والمسحة الغالبة في هذا الكتاب هي تلك المسحة التي يمتاز بها الأستاذ العقاد في كل ما يكتب، وأعني بها الثقة الواعية المتثبتة التي تدعوه أن يقرر ما يقرر في غير ما شك أو تردد. وشيء آخر يجده المتتبع لكتب العقاد أن أسلوبه مهما طال الكتاب أو قصر في مستوى واحد من البيان.

وما أجمل ما دفع الأستاذ الكبير إلى كتابة هذا البحث القيم (فإن الأمم الإسلامية في عصرنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>