[هجرة الرسول]
للأستاذ أنور العطار
(اللهم إليك أشكو ضعف قوتي. وقلة حياتي. وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني. أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي. أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك. ولك العتبى حتى ترضى. ولا حول ولا قوة إلا بالله)
- من أدعية الرسول قبل الهجرة -
يا سيد الخلق يا نور الوجود سرت ... بأضلعي اليوم من نجواك أصداء
رفت حياتي بها بشرا وزغردة ... فالقلب تسبيحة في الثغر سجواء
من جود كفيك أنغامي وأخيلتي ... ومن سخائك للعافين إغناء
حببت فيك قريضي حين قربني ... إلى حماك فشعري منك إدناء
وبحت بالحب في سري وفي علني ... ولذ لي في هواك السمح إفشاء
لولا هواك لما أبدعت قافية ... والكون لولا الهوى بهما جرداء
والقلب لو لم يعذب لم يصغ نغما ... إن العذاب لمتلاف ومعطاء
وأنت أيقظت في الحب فانتشرت ... على محياي أفراح وآلاء
وأنت أغنيتني حسا وعاطفة ... كأنما أنا إلهام وإيحاء
وأنت فجرتني حبا ومرحمة ... فليس يعلق بي حقد وبغضاء
وأنت صفيتني كالنبع منسكبا ... والنبع مذ كان أنغام وصهباء
وأنت أزهدتني في الناس كلهم ... فهجر أطماعهم للنفس إبراء
والبعد عنهم نجاة من أذيتهم ... وما يطلق الأذى، والبعد إنحاء
ما أرتاح قلبي إلى غشيان عالمهم ... كأنهم محن سود وأرزاء
ولا ارتضت مهجتي دنياهم سكنا ... وقد علتها شكايات وضوضاء
هم علموا القلب أن ينأى مطامعهم ... فما لدنياهم زهو وإغراء
كأنما هي دار لا أنيس بها ... فآدم اليوم صدت عنه حواء