وكل عجوز، لا أقول ألبسوهم جميعا بزة القتال، وسوقوهم إلى المعركة، لا، فليس الجيش هو الذي يحارب فقط، ولكن أقول سوقوهم إلى الأسواق وإلى المصانع وإلى الحقول، حتى لا يبقى في البلاد كلها عاطل ولا خامل ولا سائل، ولا يبقى في البلاد كلها شبر واحد مقفر أو خال. أقلوا عدد الموظفين، وزهدوا التلاميذ في (الوظائف)، وربوهم على حب العمل، وكراهية الكسل، وأقيموا النهضة على أساس شامل كامل، واجعلوا للبلاد دستورا اقتصاديا مبنيا على أساس العلم ودواعي الحاجة، وعدلوا أسلوب الموازنة، وقوانين الضرائب، فإنه لا يجوز في شرعة العصر أن يدفع تسعة أعشار الضرائب الفقراء، ويفلت منها كبار الأغنياء. واستفيدوا من خيرات الأرض وبركات الوطن؛ فإن هذا البترول العربي لو أنفق ثمنه في أسباب القوة، وفي سبيل الإصلاح، ولم ينفق على الإثم والفسوق ومعصية الرسول، لكانت به كل مدينة عربية، مدينة أمريكية!
ثم استنهضوا همم الرجال، واستثيروا بذل الأغنياء، وحرموا إنفاق المال في وجوه السرف، وألوان الترف، وأنفقوا كل ما اجتمع لكم من مال في السلاح والعتاد. دربوا الناس على القتال، واجعلوا من الشباب جنودا مستعدين ليوم الكريهة، وانشروا في الشعب علم النجاة من الغارات والهجمات، وسخروا الصحف والإذاعات لبث القوة والرجولة في صدور الرجال.
إلى السلاح - يا عرب!
إلى السلاح - فنحن في حرب ما بقى في فلسطين يهودي واحد.
إلى السلاح - فنجن في حرب ما بقى في القناة إنكليزي واحد.
إلى السلاح - فنحن في حرب ما بقى في تونس أو مراكش أو أي قطر عربي أجنبي واحد.