رأى عمر مرة يهودياً ممسكاً برسول الله يطالبه بدين له، فعظم ذلك عليه وأخذ بخناق اليهودي وقال: دعني أقتله يا رسول الله. فقال: دعه يا عمر إن لصاحب الحق مقالاً
وخطب أبو بكر فقال: القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق إن شاء الله تعالى
واختلف عمر مع أعرابي فاحتكما إلى أبي بكر فقال: قف بجانب خصمك وقص يا ابن الخطاب قصتك. فقام عمر وعلى وجهه أثر الامتعاض. فقال له أبو بكر: أيسوؤك أن تقف بجانب خصمك؟ قال: لا، ولكن ساءني أن كنيتني وفي الكنية تعظيم
ولما أسلم جبلة بن الأيهم ملك غسان وفد على عمر بن الخطاب بأبهة الملك وحشمه فتلقاه عمر بالترحيب، وبينما هو يطوف يوماً وطئ على إزاره أعرابي فضربه على وجهه، فشكاه الأعرابي إلى أمير المؤمنين، فاستدعى عمر جبلة وقال له: إما أن ترضيه وإما أن يضربك كما ضربته. فكبر ذلك على جبلة وقال: ألا تفرقون بين الملك والسوقة؟ قال: لا، قد جمع بينكما الإسلام. فاستمهله إلى الغد ثم أخذ قومه وفر بهم ليلاً، ولحق بالإمبراطور هرقل بالقسطنطينية
وعزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد من قيادة الجيش وقال له: ما عزلتك لريبة فيك، ولكن افتتن الناس بك فخفت أن تفتتن بالناس
على أن نفس خالد كانت متشبعة بمبادئ المساواة، فارتضى أن يهبط من القيادة إلى مصاف الجندية، وأن يكون في الجهاد جندياً بسيطاً
وإن شئت أن ترى آية من آيات المساواة في الإسلام فأنعم النظر في كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري في القضاء حيث يقول: آس بين الناس في مجلسك ووجهك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا يخاف ضعيف من جورك
وكذلك كان يبغي عمر العدالة ومظاهر العدالة
وجمع عمر الناس بالمدينة حين انتهى إليه فتح القادسية ودمشق فقال: إني كنت امرأً تاجراً