(إلى القانوني الأديب الأستاذ عبده حسن الزيات تحية شكري
وإعجابي)
للأستاذ عدنان الخطيب
(تتمة ما نشر في العددين السابقين)
٩ المعيار الخلقي:
(كان معيار سعد الخلقي صارما) فقد كان يصدر أحكاماً تدل على هذا المعيار الصارم، وتدل على رغبته في سيادة مكارم الأخلاق على علاقات الناس ببعضهم، ولم يكن القانون عنده إلا في المنزلة الثانية بعد الأخلاق، وهو القائل، (إن كل شريعة تؤسس على فساد الأحلام فهي شريعة باطلة).
أسمع قوله في حكم من أحكامه (. . . إن هذا يعد من قبيل خيانة الأمانة، الممقوتة ذمة، المعاقب عليها قانونا) ولاشك أن (الإحساس الخلقي والالتفات الاجتماعي هما اللذان يوجهان سعداً إلى ناحية (الذمة) وقد كان غنياً عن الاجتماع بها اكتفاء بكون العمل (معاقباً عليه قانونا) وسعد في أحكامه جميعها (لا يصور لنا الناحية الخلقية - فحسب - ولكه يجمع بينها وبين المنفعة الاجتماعية) لا بل هو يريد (أن تقوم المحبة بين الناس مقام القانون).
إن سعداً كان الرجل الفذ، الذي لا يعرف إلا الحق، والذي لا يخاف فيه لومة لائم، هو الرجل الذي يقدم الحق ويتبعه بقوله (هذا اعتقادي، وقد عاهدت الله أن أقول ما في ضميري، وهذه لذتي في حياتي).
سعد الأديب:
لقد كان سعد أديباً من الطراز الأول، أديباً يحمل بين جوانحه نفسية الأديب، ثم أضاف إليها