للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

آل بونتبي. . .

للكاتب الأمريكي ستيفن فنسنت بنيت

تتكون عائلة بونتبي من تسعة أفراد: أم، وأب، وستة أولاد، ثم خادم متقدمة السن. وهم يعيشون في مجاهل الغابة حيث يقتطعون الأخشاب ويتجرون فيها، وبذلك اعتزلوا البلدة وأهلها فسرت تلك الإشاعات الهامسة التي كان يتناقلها أهل البلدة عنهم وذلك الشعور المبهم الذي كان يساورهم كلما رأوهم قادمين بين كل فترة طويلة وأخرى لتبادل المحاصيل بالمواد الغذائية اللازمة، أو حين يتوجهون إلى الكنيسة في أيام الآحاد، حتى لقد قيل عنهم إنهم يضربون في مجاهل تلك الغابات المخيفة حتى ائتلفوا مع حيواناتها المفترسة وأصبحت تربطهم بها صلة صداقة وثيقة.

شاء القدر أن يتوفى عميد العائلة، ثم تلحق به زوجه، وسرعان ما توفيت الخادم العجوز كذلك، وتركوا الأبناء وحدهم وقد شعروا بنتائج تلك الوفيات المتلاحقة، فها هي ذي الأتربة بدأت تتراكم على النوافذ والجدران، وها هم أولاء يطهون طعامهم بأيديهم، طعامهم الذي فقد نكهته الأولى التي تعودوها في حياة والدتهم.

ولما تشاوروا فيما لم يجدوا مخرجاً من ذلك المأزق الحرج وبديلاً لتلك الحياة الشاقة سوى أن يتزوج أحدهم حتى ترعى امرأته المنزل بما لها من حنكة النساء ودرايتهن بتدبيره. ولما اختاروا أكبرهم ويدعى هاري لقيام بتلك المهمة التي سبق أن أجمعوا على صعوبتها، حاول أن يتهرب منها وأن يلقي بالعبء على أخيه الذي يليه؛ ولكن هذا حاول أن يسند الأمر إلى من يصغره. . . وهكذا. . . حتى وجد هوب الأصغر أنه هو المكلف بالأمر فمانع واعتذر

واقترح أن يقترعوا فيما بينهم وكانت نتيجة الاقتراع أن اختير هاري الأكبر.

وفي اليوم التالي ألبسوه أنظف لباس ثم أرسلوه إلى المدينة ليبحث عن زوجة له.

سار مشتت الفكر مبلبل الخاطر وقد قرر أن يفاتح أول فتاة تقابله في أمر الزواج به. ولكن كانت أول من قابلته امرأة متزوجة، ثم التقى بطفلة صغيرة، وأخيراً ابنة الحاكم التي ما أن رأته حتى فرت هاربة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>