للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

ألفاظ ف أبياتي

في هذا الركن من (البريد الأدبي) للرسالة الغراء التقيت مع الأستاذ الفاضل عبد الوهاب حمودة في معنا لفظة (الفرقان) واليوم يسرني أن التقي معه مرة أخرى في ألفاظ أخرى وردت في مقاله (همزية شوقي) المنشور في مجلة (لواء الإسلام) عدد ربيع الأول فأقول:

بعقب الأستاذ على بيت شوقي من همزيته:

والوحي يقطر سلسلا من سلسل ... واللوح والقلم البديع رواء

بأن لفظة (البديع) قلقة في موضعها نازلة عن درر عقدها لأن (وصف القلم البديع) وصف عادي نازل، لا يقوم بتصوير ما للقلم من جلالة وقدسية وخطر وخصوصية).

وبالرد أقول: لفظة (البديع) في البيت ليس المقصود منها الجمال على وجه الصفة. . وإنما هي بمعنى (المبدع) وهل ثم جلالة وقدسية وراء الآية (الله بديع السماوات. .) وإذا فاللفظة (غير قلقة في موضعها) وإنما هي نازلة في منزلها حالة في محلها ثابتة لا تريم.

ولست أدري كيف ينتقد الأستاذ بيت البوصيري:

رق لفضاً وراق معنا وجاءت ... في حلاها وحليها الخنساء

بأن (التشبيه بالخنساء في هذا المقام غير لائق ولا مناسب، وليس فيه أي شيء من الجمال الفني) بينما نراه يمر على بيت شوقي:

أنت الجمال بها وأنت المجتلي ... والكف والمرآة والحسناء

وبيته:

أنت الدهور على سلافته ولم ... تفن السلاف ولا سلا الندماء

مر الكرام وفيهما ما فيهما من ألفاظ (المرأة والحسناء، والسلافة والندماء،) وهي من أخوات (الخنساء) في بيت البوصيري منزلا ومقاماً.

وفي بيت شوقي:

يا من له الأخلاق ما تهوى العلا ... منها وما يعشق الكبراء

يقول الأستاذ حمودة: إن لفظ القافية (الكبراء) قلقة ضعيفة. وأقول: لا قلق في لفظة القافية ولا ضعف؛ لأن المقصود (بالكبراء) كبراء النفوس بالأخلاق والفضائل وكل محمود من

<<  <  ج:
ص:  >  >>