للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[فضل المدنية العربية على المدنية الغربية]

للدكتور فيليب حتي

أستاذ التاريخ بجامعة برنجستون بالولايات المتحدة

خلاصة موجزة لسبع محاضرات ألقاها الأستاذ باللغة

الإنجليزية في جامعة سان باولو

٥ - نهوض الشعوب العربية الحديثة

العالم العربي قطعة متصلة تمتد من مراكش على الأتلنتيكي غرباً إلى العراق على خليج فارس شرقاً تجمعها اللغة والثقافة. وهي تتألف من وحدات أربع: أفريقية الشمالية، مصر، الجزيرة العربية، والهلال الخصيب

فأفريقيا الشمالية هي من حيث الجغرافية جزء من القارة الأفريقية، ومن حيث الثقافة والتاريخ جزء من الشرق الأدنى. وهي تتميز عن غيرها من الوحدات العربية بقربها من أوربا وبعدها عن قلب الإسلام وقلة الدم العربي في سكانها وكثرة المستعمرين الأوربيين المستوطنين فيها مما جعلها تسير في طريق لنفسها. وهذه الوحدة الإفريقية هي الأولى التي وقعت تحت النفوذ الأوربي السياسي وانفصلت عن جاراتها المسلمات. فالروح القومية العربية للآن لم تبلغ فيها حدا عالياً

وكانت الجزائر أول بقعة فيها احتلها الأوربيون وهم الفرنسيون وذلك عام ١٨٣٠. وتبعها تونس التي احتلها الفرنسيون عام ١٨٨١. أما مراكش فتقاسمها الفرنسيون والأسبان في بداءة القرن العشرين؛ وبقيت طرابلس الغرب في حوزة الأتراك العثمانيين إلى عام ١٩١٢ عندما احتلها الطاليان وأطلقوا عليها الاسم الروماني القديم ليبيا. وستكون ليبيا أول بلاد من هذه الوحدة تتحرر وتستقل بفضل قرار من الأمم المتحدة يقضي بذلك في أول كانون الثاني من عام ١٩٥٢

ومصر من حيث الجيولوجيا والجغرافيا جزء من أفريقية ومن حيث التاريخ والثقافة جزء من آسيا الغربية. فمصير مصر في كل أدوارها كان مرتبطا بالبلدان في شرقيها لا في غربيها. وهي باعتبار سكانها (٢٠ , ٠٠٠ , ٠٠٠) وخصب أرضها وغنى أبنائها في

<<  <  ج:
ص:  >  >>