للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

مأساة من أسخيلوس

٢ - أجاممنون

للأستاذ دريني خشبه

(آرجوس!)

(وطني العزيز!)

(أربابي!. . .)

(لكم في عنقي دين أبدي من الشكر، وفي فمي لسان رطب لا يفتر عن ثناء؛ فلولاكم ما نسمت هذا العبق الحلو الذي يتأرج به هواء هذا البلد، ولا ظفرت باليوم الخالدة، دولة بريام، ودرة هذا الزمان! أجل! فلقد بدء الآلهة ما ألم بشرفنا القومي، وحاق بعزتنا الوطنية، فقضت أن تكون طروادة نهباً مقسماً لا يحل إلا للهيلانيين، فلا تزال ألسن النيران تعلن في الخافقين حكمة السماء من أبراجها الشاهقة، وصياصيها السامقة، وقصورها الشماء. . . وغداً تصبح صعيداً جُرُزاً وطللاً بالياً. . . من أجل من؟ من أجل امرأة!

أما أنتم يا رعاياي فأشكر لكم إخلاصكم ووفاءكم وتعلقكم بهذا العرش الذي يستمد قوته منكم وما يزال يرتقي بتأييدكم. . . وسننظر فيما تم إذ نحن نازحون عن الديار فنجزى كلاً بما عمل، ولا نقضي عن إساءة المسيء، ولا نتسامح في تألب المتألبين. . .

يا آلهة النصر. . . لك الحمد ولك الثناء. . . لا زلت تباركين آرجوس، ولا برحت أياديك تُنَضِّر هذا الوطن)

- ١٦ -

وما يكاد الملك ينتهي من كلمته حتى تدخل الملكة. . . الملكة كليتمنسترا. . . أو الحية الرقطاء!. . . التي لا تفتأ تتحدث إلى الملأ من حبها للملك، وعن الآلام المبرحة التي عصفت بقلبها أثناء غيابه، والوحشة التي ظلت تخيم على!! (بلببوديه) العتيق الشاهق طيلة هذه السنين العشر. . . وتتحدث عن الإشاعات المحزنة التي تناقلتها الألسن عن الملك المفدى في ميدان إليوم. . . ثم. . ترى ألا بد من كلمة عن هذا الأمير الصغير المنفي. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>