للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصصُ

أقصوصة من مرجريت ستين

الحلقة الأخيرة

للأستاذ دريني خشبة

(هل الحياة الحب؟ أم الحياة العمل)

لقد كانت مفاجأة عجيبة حقاً من تلك الفتاة الجميلة العذراء (ديانا. . .) حين ذكرت لصديقتها الآنسة تمارْ كوري أنها متزوجة! فلم تكن الصديقة الوفية تعرف عن صديقتها إلا أنها تحب الفتى القسيم الوسيم كليف صولوي، وأن الفتى القسيم الوسيم صولوي يحبها، إن لم يكن يتعبدها، وأنه إنما رحل منذ عشر سنوات إلى كندا الإنجليزية يلتمس الثراء الضخم والغنى الوافر ليضمن لمعبودته نعيم الخلد بما ضمنت له نعيم الحب، وليهيئ لها عيشة رغداً، لا يتلف جمالها عمل، ولا يذهب بروائها عناء. لذلك قالت لصديقتها حينما سألتها سبب هذا الكتمان الطويل إنهما أرادا بذلك أن يضمن أحدهما الآخر أثناء هذا البعاد الطويل

وقد جلست ديانا تشكو لصديقتها ما تحس به من شتى الأحاسيس نحو فتاها صولوي الذي عرفته وأحبته حين الصبا في شَرْخه، والشباب في ميعته، والقلب في فتوته، وربيع الحياة في إبانه. فكانت هذه السنوات العشر بما حَوّرت وطَوّرت، وبدلت وغيرت. فكأنما القلب غير القلب، والسمع غير السمع، والحياة غير الحياة!

ذلك أن الفتاة ديانا، ذات القوام والقد، والجيد والخد، والفم الأنيق والأنف الدقيق، والجمال والفِتنْ. . . اليتيمة مع كل ذلك، والتي أضفى يُتمها على جمالها ظلالاً من السحر العميق اضطرت أن تبرز إلى ميدان الحياة لتجاهد في سبيل قوتها بعد إذ ارتحل حبيبها إلى أمريكا بشهر واحد، لأن عّمتها التي كانت تكفلها وتكفيها عناء العمل. . . ماتت بعد هذا الشهر أيضاً ولم تترك لها من حطام الحياة إلا نصيباً نَزْراً من المال ظل يَتَسقط من راحتيها اللتين لم يعرفا مَساكا حتى لم يبق منه إلا دريهمات

وساعدتها صديقتها تمارْ كوري فقدمتها إلى أحد بيوت النشر الإنجليزية فربطوا لها راتباً بسيطاً. وكان عملها ثمة أن تقرأ الرسائل الكثيرة المتنافرة ذوات الخطوط المختلطة، التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>