من الموضوعات الجديرة بالعناية موضوع:(الأساطير الإسلامية وأثرها على العقلية الأوربية)، وهي أساطير عربية جاهلية اختلطت بعناصر أعجمية في العصور الإسلامية التي امتزجت فيها ثقافات مختلفة متنوعة.
ولما بحث العالم الإسباني (ميكول آسين في (الكوميدية الإلهية) للشاعر الإيطالي الشهير (دانتي) تطرق إلى ذكر العناصر التي أخذ منها هذا الأديب (الفلورنسي) الكبير تلك الصورة البديعة التي رسمها من أوربية وشرقية، وقد أضطر إلى التعرض للقصص الإسلامية التي كانت قد شاعت في إيطاليا أيام هذا الشاعر، فقسمها إلى أقسام وفصول مثل الأساطير الأوربية التي أخذت من (معراج الرسول)، والقصص التي أخذت من أوصاف الجنة؛ وبحث في القصص المختلفة المعروفة مثل أصحاب الكهف والخضر وقصة (بولوقيا) والرحلات المخيفة إلى البحار، وقصص الحيتان البحرية التي تظهر في البحر على صورة جزر عائمة.
وقد بحث مستشرقون آخرون في تأثير القصص الإسلامية في القصص الأوربية، وفي أثر الأساطير العربية في أساطير أوربا في القرون الوسطى، وفي كيفية انتقاها إلى أوربا. وعلى بعض هذه القصص طابع إسلامي واضح، وعلى بعضها أثر التكيف الجديد الذي طرأ عليها في المحيط الأوربي الذي حلت به.
ومن الأساطير الأوربية القديمة قصص مغامرات البحارة ومخاطرات البحار وعجائب البحار وعجائب المخلوقات في هذه المحيطات الشاسعة، وهي قريبة من القصص العربية الواردة في كتاب عجائب المخلوقات، وفي الكتب المؤلفة في حياة الحيوان، وفي كتب السياح العرب الذين دونوا ما شاهدوه في تلك البحار. ومن أمثال هذه الأساطير الأوربية القديمة من الأساطير العربية قصة رحلة (هارولد النرويجي)، ورحلة (كورم الدانماركي) ورحلة (مالدوين الكلتي) ورحلة (أبناء كونال درك أو كورا)، ورحلة (سانت برندن) وهي رحلة حج بحرية مشهورة جداً لراهب ايرلندي وقد جمع فيها عدة قصص لرهبان آخرين مثل وو وومجموعة الرهبان (الأرموريكن) وقد انتشرت في القرن العاشر