للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آرَاءٌ وَأنْبَاءْ

حول بلزاك

نشر الأستاذ أنور المعداوي في عدد الرسالة الأخير تعليقا على مقال عن بلزاك. ومع تقديري لملاحظاته واهتمامه أحب أن أسوق نقطتين هامتين.

(١) لم أقل إن بلزاك كان متأنقا في (الصنعة البيانية) بل كان (متأنقا في فنه) فهو لم يكن يعيد تصحيح (الألفاظ) وتنميقها بل تصحيح (الأفكار والآراء). والواقع أن بلزاك لم يكن (أديباً) فحسب، بل كان (مفكراً) أيضاً. كان في طليعة الكتاب التقدميين في عهده. ولعل هذا هو السبب في أن الكتاب التقدميين في عصرنا هذا يعتبرونه في طليعة الأدباء الذين كان أدبهم أحد المعاول التي دكت صرح الفساد وكشفت عيوب المجتمع ومتناقضاته، كما كان الحال مع فيكتور هوجو وزولا وغيرهما. أليس هو القائل في كتابه (الفلاحون) منذ أكثر من مائة عام (إن الاشتراكية هي المنطق الحي للديمقراطية).

(٢) ربما اتفقت مع الأستاذ المعداوي في أن قصة (الأب جوريو) هي أحسن قصص بلزاك. ولكنها أحسنها من الناحية (القصصية) أو (الأدبية). والذي قلته هو أن كتاب (لوي لامبير) هو (أقوى وأعمق) كتبه. وعندي أننا عندما نحكم على الأديب الآن يجب أن نهتم أولا بما يصوغه في أدبه من (أفكار) قبل أن نهتم بروعة الأسلوب أو جمال الوصف أو غير ذلك وإن كان لهذا أيضاً أهميته. ولقد سبق بلزاك بقصته (لوي لامبير) بما يزيد على نصف قرن غيره ممن عالجوا مشاكل النفس البشرية وما أطلق عليه (العقل الباطن) وعلاقته بالجنون والعبقرية. ولا يمكن أن نغمط حق الكاتب دوستوفسكي في هذا الميدان فقد كان أدبه باعتراف العالم فرويد نفسه نبراسا لكثير من الاكتشافات التي تمت عن أسرار النفس البشرية وخفاياها.

علي كامل

ديك الجن

سألني الأديب الفاضل محمود راشد الحنفي بالعدد الأخير من مجلة الرسالة الغراء عن سبب تسمية الشاعر محمد بن عبد السلام بن رغبان الحمصي بديك الجن، فقد كان لزاماً

<<  <  ج:
ص:  >  >>