مسيو بتلان بطل مسرحية فرنسية ظهرت في القرن الخامس عشر، وقد لاقت نجاحاً منقطع النظير، ولا زالت تلاقي إقبالاً عند تمثيلها. وأما مؤلفها فقد تضاربت الآراء في معرفته. ومسيو بتلان بطل مسرحية محام ولكنه يمثل الشخص الخبيث الماكر الذي يوجه ذكاءه ونشاطه لخدمة مآربه الشخصية. ويطلق الفرنسيون اسم بتلان على كل إنسان يتصف بهذه الصفة. والعرض الذي أقدمه للمسرحية هو عن اللغة الإنكليزية.
نحن الآن في فصل الأول من المسرحية حيث نرى ميسو بتلان بطلها وقد التزم داره، آنسة إنسان مغرور يظهر على سيماه الخبث والمخادعة، وهو كسول في نفس الوقت، لا يريد أن يكلف نفسه مشقة الخروج للبحث عن مورد أو دعوى يتوكل فيها. وقد أزعجت حالته هذه زوجته (جيميت) - ولعلها أخبث منه - فآلمها ما يبدو من زوجها من التراخي والكسل إذ لا يبدو عليه أي اهتمام بحلول العيد وما يتطلب من ملابس جديدة. فتأخذ في انتهاره وإيذائه بقارص الكلم وتوجه إليه لوما وتقريعاً قائلة له: ما الفائدة في أن يكون محاميا عظيماً كما يدعى، بينما هو يعجز عن تدبير المال الكافي لشراء ملابس العيد؟ وكأنها بهذا الكلام أي بوصفها إياه. . . محامياً عظيماً - قد مست فيه الوتر الحساس من نفسه المغرورة. فهتف بها أنه نعم لا تزال ذلك القانوني والمحامي ذو الاسم اللامع في عالم القضاء، وسيريها إلى أي حد سيوفق في يومه هذا.
ثم يأخذ نفسه بالحزم والشدة فيلبس ملابسه. إلى أين؟ لا يدري. وأخذ يقدح فكرة طوال الطريق. من أين يدبر المال اللازم وأين السبيل إلى ذلك؟ أين يجد ذلك المخلوق الأبله الذي يرضى أن يوكله في قضية، وهو ذلك المحامي الذي عرف بالخسة وضعه النفس فضلا عن أنه محام فاشل.
وما زال بأفكاره هذه حتى باغ السوق. وانتهى بتفكيره على أن رغبة زوجته تنحصر في الحصول على الملابس فقط. ولا يهمها إن كان محاميا عظيما أو فاشلا، كما لا يهمها مطلقا المصدر الذي يحصل به على القماش المطلوب.
إذن فالمسالة هينة إلى بعيد. هداه تفكيره إلى رأى عزم على تنفيذه، إذ كان قد وصل إلى