حانوت بائع للأقمشة اسمه (جيوم جوكوم). أما جيوم هذا فقد عرف عنه أنه رجل حريص شديد البخل. فاقترب منه بتلان وقد افتر ثغره عن ابتسامة عريضة ملؤها الثقة بخبيثة، فسلم على جيوم وحياه وأخذ يصافحه بشدة وإخلاص، متظاهر بأنه صديق مخلص له عزيز عليه. فأخذ جيوم بهذه المفاجأة ودهش إذ أن هذا السيد يدعى أنه يعرفه ويدعي أكثر من هذا أنه صديق عزيز عليه، فيبعد جيوم قليلا من حذره الذي عوده إياه بخلة الشديد وسوء ظنه بالناس، وتتفتح نفسه رويدا لهذا الإخلاص العميق الذي يبديه بتلام ولا يزال به بتلان هاتفاً هاشاً باشاً حتى يضطر جيوم إلى دعوته إلى الجلوس، فيتحدث بتلان عن الصحة والمزاج والأحوال ثم ينتقل إلى الحديث عن العائلة وعن المرحوم الوالد العزيز الذي ٍكان صديقا مخلصا له، ثم أخذ يتحدث عن علاقته بالراحل الكريم وكيف أن جيوم كان لا يزال صغيراً عندما كان هو يزورهم، ثم يزيد مؤكداً كيف أنه - أي جيوم - يشبه أباه في حركاته وفي ملامحه وفي رقة أخلاقه أيضاً. وما زال كذلك حتى يتحول الحديث فجأة إلى القماش قائلاً: ياله من قماش بديع وجميل! ولكنه في هذا لا يظهر أنه جاد في حديثه عن القماش فينتقل ثانية سائلا عن عائلة جيوم ويقول: إن وزوجتي يسرها جدا أن تزورنا بل أن تتفضل بالغذاء معنا. ولكن جيوم وقد تحركت فيه نفسية التاجر فيعود بالحديث عن القماش مطنباً ومادحا لهذا القماش الثمين فيؤيده بتلان في ذلك وإن كان قد أظهر عدم المبالاة، ومع هذا فإنه يقول أنه سيرى نفسه مضطرا أن ينزل عن عشرين جنيها ثمنا لما سيشتريه اليوم من صديقه العزيز. ثم يعود للحديث عن الوليمة التي ستقيمها زوجته لصديقه جيوم، وفي هذه الأثناء يمد يده إلى قطعة أخرى ويختبرها ويقول: كيف أن القماش الفاخر يجتذب الزبائن اجتذابا، وكيف يستولي على النقود فيسلبها من أصحابها راضين بذلك. ولكنه يقول يا للأسف لقد نسيت محفظة النقود في البيت. ولكن هذا لا يهم وإن كان الخير في ذلك، لأن جيوم سيستلم أثمان القماش عند حضوره للغداء، ويتفقان على القماش. وعندها يعاود جيوم حذره وحرصه على النقود فيطلب أن يأتي هو بالقماش معه عندما يحضر للغداء، ولكن صديقه الكريم بتلان لا يرضى بهذا العناء إذ كيف يكلف صديقه العزيز جداً يحمل ما يخصه؟ وما يزال به حتى يرضخ جيوم للأمر ممنيا نفسه بغداء دسم مع استلام النقود.