أشاد الكتاب بالناحية العامة من حياة فقيد الوطن (طلعت حرب) وهي الناحية المتصلة بالرسالة العظمى التي أداها لبلاده، رسالة الاقتصاد وتدبير المال وانتشال مصر من وهدة الخراب التي عمل الأجانب على سوقها إليها بإقبالهم على استثمار مرافقها جميعاً بحيث لم يدعوا لأبناء البلاد سبيلاً
وتلك هي الناحية العظمى في حياة الرجل الفذ، ولو أننا أنصفنا لحددنا هذه الناحية بأنها هي الغالبة عليه عند الناس لظهورها وبروزها
والواقع أن طلعت حرب كان ذا رسالة أدبية خاصة، فإن الأديب لا بد أن يكون ملماً بجميع أحوال أمته وأطوارها وعاداتها وتقاليدها مستخلصاً لنفسه فكرة عن إصلاح المعوج من أمورها، وذلك هو (طلعت حرب) في جميع أدوار حياته، فهو صاحب فكرة في الإصلاح القومي العام، ظل يدعو إليها من بدء حياته حتى وفاته
فقد عرفه الناس لأول مرة وفي صدر شبابه مؤلفاً تخرج له المطابع ثمرات ناضجة من تفكيره وشجونه، وتحتشد أنهار الصحف برائع مقالاته ودراساته، وله من الكتب كثير، منها:
المرأة والحجاب
وفصل الخطاب في المرأة والحجاب
وقناة السويس
وعلاج مصر الاقتصادي وإنشاء بنك للمصريين
وله رسالة في الإسلام، ورسالة أخرى باللغة الفرنسية في الرد على مسيو هانوتو الوزير الفرنسي المعروف حين هاجم المسلمين والإسلام.
هذا وغيره من إنتاج طلعت حرب نعرف نضوج الرأي والغيرة على ملته وقوميته، وتلمس