يوم لا يقدر لا أرهبه ... ومن المقدور لا ينجي الحذر
وهي شبيهة بالرواية في ديوان علي
ولم يشذ عن ذلك - على ما أعلم - إلا النويري، فقد ذكر البيتين من الرجز فقال (نهاية الأرب ٣ - ٢٢٧)
من أي يومي من الموت أفر=أيوم لا يقدر أم يوم قدر
فيوم لا يقدر لا أرهبه=ثم من المقدور لا ينجي الحذر
ثم نعود إلى نسبة هذا البيت لقائله؛ فبعضهم ينسبه لعلي رضي الله عنه، وآخرون ينسبونه للحارث بن منذر الجرمي، ومن هؤلاء العلامة الأمير في حاشيته علي المغني (١ - ٢١٧) والسيوطي في شرح شواهد المغنى (٢٣١)، ويظهر أنهم نقلوا ذلك عن ابن الإعرابي الذي نسب له العيني هذا الرأي فيما ذكرناه آنفاً. أما العيني فيقول (أقول: قائله هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كذا قاله أبو عبادة البحتري في حماسته)
وقد أخطأ السيوطي، فذكر في شرح شواهد المغنى البيت - من الرجز - ثم قال إنه أول مقطوعة للحارث بن منذر الجرمي وذكر بعده أبياتاً منها
إن أخواليَ من شقرة قد ... لبسوا لي عمساً جلد النمِر
وهذه الأبيات من الرمل كما ترى. والبيت كما تذكره كتب النحاة ومنها المغنى من الرجز، فلا يكون مطلعاً لها إلا إذا رجحنا رواية العقد الفريد وديوان علي التي ذكرناها آنفاً