الرافعي، المجمع اللغوي، أزهري، المنصورة، اليازجي. . .
. . . . . .
- ٣ -
ردَّ الأستاذ الرافعي (رحمه الله) في (البلاغ ٢٨ شوال ١٣٥٢) على الأستاذ أزهري المنصورة (البلاغ ٢٦ شوال ١٣٥٢) فقال:
(عاد الفاضل أزهري المنصورة إلى هذا الفعل وجاءنا بدليلين آخرين من استعماله فتمت حججه أربعا أحصاها هو بقوله: (١) - أوردنا بيت الحماسة. . (٢) - وجئنا بكلام الأساس. . (٣) - وجاء في نهج البلاغة:(وحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون)(٤) - وجاء في مقامات الحريري:(نهضا وقد حظيا بدينارين)
وعجيب جداً أننا لم نجد أحداً يتنبه إلى مدار الحجة أو يفطن إلى وجه النقد. على أننا أومأنا إلى شيء، وعرضنا بشيء، وقلنا: أن لهذا الفعل (حظي) تاريخاً اجتماعياً وأن هذا التاريخ هو الذي يعين للكلمة ظاهرها الظاهر وباطنها الباطن. وكان في هذا كاف أن يدرك من يدرك أن في اللغة ألفاظاً أخذت من معنى بعينه، ولا يستعمل إلا فيما هو بسبب من هذا المعنى
أما بيت الحماسة فقد قلنا إن حظي فيه مضمنة معنى (ظفر) فهي هذه لا تلك وبطل الاستدلال بالبيت. ونقول مثل هذا في كلمة الحريري وإن كان الشريشي قد فسرها بمعنى (سعد) وهو المعنى العامي الذي شاع به الكلام في العصور المتأخرة. فيقولون: حظينا بلقاء فلان، وحظينا بتشريف فلان. وأكثر ما كان هذا الاستعمال في البلاد التي يعسفها الحكم التركي، ولهذا كانت فاشية في سوريا حتى لا عامي ولا خاصي هناك إلا وهي في لسانه وبخاصة الجرائد
وأما كلام صاحب الأساس فقد قلنا أنه من دليلنا لا من دليل المجمع ونحن على هذا الرأي
وأما عبارة نهج البلاغة فهي الآن محل القول، وسنرفع عليها مصباحاً من مصابيح علاء