للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

استقبال العضوين الجديدين في مجمع اللغة:

احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية يوم الاثنين الماضي، باستقبال حضرتي الأستاذين أحمد حسن الزيات وإبراهيم مصطفى، اللذين انتخبا وصدر المرسوم الملكي بتعيينهما عضوين عاملين بالمجمع، مكان المغفور لهما أنطون الجميل باشا وعلي الجارم بك.

بدأ الاحتفال بإلقاء الدكتور أحمد أمين بك كلمة استقبال الأستاذ إبراهيم مصطفى، وقد استهلها بالحديث عن بدأ الصلة بينهما حينما كانا طالبين بالأزهر يحفظان المتون ويدرسان الأدب الذي كان يدرس في الأزهر على هامش العلوم في ذلك الزمان. وقد اهتم الدكتور أحمد أمين في هذه الكلمة بالتحدث عن النحو وجموده، وبناء قواعد اللغة العربية على أساس (العامل) ورأى الأستاذ إبراهيم مصطفى في (هدم العامل) وعقب على هذا وذاك بأن عيب النحويين جميعا أنهم يريدون أن يخضعوا اللغة للمنطق، واللغة من وضع العاقل والأحمق والمتعلم الجاهل، ثم جاء العلماء واهتموا بها على أساس المنطق فأتعبوا أنفسهم دون طائل. وضعها الصغار وتعب فيها الكبار. . .

وبعد أن افاض الدكتور في ذلك، قال إن الأستاذ إبراهيم مصطفى ليس نحويا فحسب، وإنما هو قوي الأسلوب والخيال وله قدرة على وضع القصة الصغيرة، إلا أن السلك الذي يربط بين ذهنه ويده مصاب بعطب. . . ولم يبين ما يريد بهذا العطب.

وقد كان حظ النحو وما تبعه من الطرائف في كلمة الدكتور أحمد أمين أكثر من حظ الأستاذ إبراهيم مصطفى نفسه. فكل ما ذكره عنه حفظه المتون في الصغر ورأيه في نظرية العمل، ثم الوصف الإجمالي الأخير الذي ختمه بتلك الإشارة التي لا ندري أهي دعابة أم نقد، حتى النظرية النحوية هدمها!

ثم ألقى الأستاذ إبراهيم مصطفى كلمته، فشكر الدكتور أحمد أمين وأشار بلباقة واختصار إلى بعض ما ذكره، ثم تطرق إلى الحديث عن سلفه المرحوم علي الجارم بك، وقد وجه معظم الحديث عنه إلى جهوده في النحو من حيث تيسيره وتقريبه. وهكذا كان الأمر فيما بين الدكتور أحمد أمين والأستاذ إبراهيم مصطفى أكثره نحو. . . على ذلك النحو.

<<  <  ج:
ص:  >  >>