في الأسبوع الفائت ألقى ضيف مصر الكريم الأستاذ محمد المكي الناصري مدير معهد الأبحاث المغربية في تطوان محاضرة عن (المغرب الأقصى كما هو اليوم) بدأها بالكلام عن المغرب قبل دخول الإسلام إليه وقال إن هذه الكلمة كانت تطلق على الجزائر وتونس ومراكش قبل أن يفصلها الاستعمار الأوربي بعضها عن بعض فأصبحت كلمة المغرب تطلق على مراكش فقط.
ثم تكلم عن حدود البلاد ومناخها وخصب تربتها وغناها بالمعادن ومما هو كفيل بإيجاد نهضة زراعية وصناعية كبيرة لو أتيح لها ما تصبو إليه وتجاهد من أجله وهو نيل الاستقلال التام وإدارة شؤونها بنفسها. ثم تكلم عن أهل البلاد وعناصرهم الأولى قبل الإسلام وقال إن الفتح الإسلامي لما دخل هذه البلاد وحد عناصرها المختلفة
ثم ألقى المحاضر نظرة على الأسر التي تعاقبت على الحكم في المغرب. ثم تكلم عن عهد الاحتلال الحالي وأفاض في وصف مطامع المستعمرين وجشعهم وقال إن فرنسا لما دخلت البلاد أدخلت نظاماً من مقتضاه إيجاد سلطتين سلطة مغربية والأخرى فرنسية وهما سلطتان متباينتان كثيراً ما تتغلب إحداهما على الأخرى ولهذا قضي على الوحدة فتجزأ المغرب وأعطيت لفرنسا المنطقة السلطانية ولأسبانيا المنطقة الخليفية واعتبرت منطقة طنجة منطقة دولية
وتوجد بجانب كل إدارة وطنية إدارة أخرى أجنبية تهيمن عليها وتكاد تجعلها صورية، فالسلطة التشريعية في يد الأجانب، أما السلطة التنفيذية فيوجد في كل مدينة إلى جانب الحاكم الوطني حاكم يطلق عليه لقب (الباشا) وحاكم القرية يلقب (بالقائد) ويلقب الحاكم في المنطقة الخليفية (بالمراقب) وفي المنطقة السلطانية (بالحاكم) وأسهب في وصف مساوئ هذه الإدارة المزدوجة وقال إنه توجد هناك محاكم للأحوال الشخصية تصدر أحكامها وفقاً لمذهب الإمام مالك وتوجد إلى جانبها (محاكم القواد) للفصل في قضايا الجنح والسرقات وغيرها. ويوجد مجلس أعلى تستأنف إليه أحكام محاكم الجنح ومجلس شرعي تستأنف إليه أحكام المحاكم الشرعية