قال أحمد بن ظبيان الحائز: أجمع قوم على شراب لهم فغناهم مغنيهم بشعر حسان:
إنّ التي ناولَتني فرددتُها ... قُتِلت (قُتِلتَ) فهاتها لم تُقتل
كلتاهما حلب العصر فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمِفصلِ
فقال بعضهم: امرأتي طالق أن لم أسأل الليلة عبيد الله بن الحسن القاضي عن علة هذا الشعر لمَ قال: (إن التي) فوحد ثم قال: (كلتاهما) فثنى؟ فأشفقوا على صاحبهم وتركوا ما كانوا عليه، ومضوا يتخطون القبائل حتى انتهوا إلى بني شقرة، وعبيد الله بن الحسن يصلي، فلما فرغ من صلاته قالوا قد جئناك في أمر قد دعتنا إليه ضرورة، وشرحوا له خبرهم، فقال:(إن التي ناولتني فرددتها) عني بها الممزوجة بالماء ثم قال من بعدُ (كلتاهما حلب العصير) يريد الخمر المحتلبَة من العنب والماء المحتلب من السحاب المكني عنها بالمعصرات في قوله تعالى وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا.
٦٤٨ - وصرت أنسى أنني أنسى
أبن الحجاج البلوي: أنشدني العثماني لبعضهم في النسيان
أفرط نسياني إلى غاية ... لم يدع النسيان لي حسا
فصرت مهما عرضت حاجة ... مهمة ضمنتها الطرسا
وصرت أنسى الطرس في راحتي ... وصرت أنسى أنني أنسى
٦٨٥ - على يد الإفلاس
قال أبن الهبارية:
يقول أبو سعيد إذ رآني ... عفيفاً منذ عام ما شربت
على يد أي شيخ تبت؟ قل لي ... فقلت: على يد الإفلاس تبت