الحالة في أندنوسيا بناء على التقارير الواردة إلى لايك سكس مقر هيئة الأمم المتحدة تشير إلى أن سياسة (الأمر الواقع) التي أتبعتها الحكومة الهولندية للقضاء على الجمهورية الأندنوسية سياسة مصيرها الفشل، وأن نجاح الحملة الهولندية العسكرية كان نجاحاً مؤقتاً لعبت فيه الدعاية دوراً موفقاً بادئ الأمر، إلا أن حقيقة الأوضاع العسكرية والسياسية تظهر بوضوح تعقد الحالة مما يتطلب تغييراً جوهرياً في موقف الهولنديين من الجمهورية الأندنوسية، ومن عنادهم تجاه مقررات مجلس الأمن الدولي، ومن الصوت الأسيوي الذي ناصر الأندنوسيين من مؤتمر نيو دلهي.
والتقارير عن الحالة في أندنوسيا ترد عن ثلاثة مصادر:
(ا) لجنة التوفيق الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة التي تعمل الآن في اندنوسيا. (ب) ممثلي الجمهورية الأندنوسية.
(ح) الحكومة الهولندية.
وفيما يلي بإيجاز أهم ما بعثت به هذه المصادر الثلاثة من معلومات تلقي ضوءاً على مستقبل الصراع بين الحرية والاستعمار في ذلك الجزء المهم من العالم الإسلامي:
فلجنة التوفيق الدولية (وهي المعروفة سابقاً بلجنة المساعي الحسنة) تؤكد بأن الوضع العسكري وحالة الأمن في أندنوسيا هما الآن ابعد ما يكونان عن الاستقرار، فلقد احتلت القوات الهولندية في ضربات خاطفة، وبعد استعداد شهور طويلة، بعض المدن الأندنوسية الكبرى، ولكنها عجزت عن السيطرة على أكثرية المناطق الريفية كما عجزت عن تامين المواصلات بين مناطق احتلالها وعن حفظ الأمن حتى في المدن التي ترابط بها الجيوش الهولندية. ويقول مراقبو هيئة الأمم المتحدة إن حرب العصابات قد أخذت تشتد، وإن فلول قوات الجمهورية الأندنوسية قد أعادت تنظيم صفوفها وتركيز قيادتها، وإنها تسيطر على أجزاء شاسعة من البلاد، وأنها أخذت تشن حملات هجومية موفقة على الهولنديين في معاقلهم في المدن الكبرى، وتتعمد قطع المؤونة عن القوات الهولندية في المناطق البعيدة عن الموانئ ومراكز التموين، وتتعمد قطع المواصلات بين هذه القوات حتى ولو أدت إلى