عثرت البشرية خلال تاريخها الطويل على مبادئ خلقية سامية اتفقت عليها وجعلتها معالم بارزة في مجرى حياتها فإذا ما اقتربت منها أمة من الأمم وتمسكت بعراها كانت في أوج تقدمها وإذا ما أهملتها وابتعدت عنها كانت في أسفل دركات انحطاطها لا فرق في ذلك بين أمة شرقية أو غربية ولا بين أمة حديثة أو قديمة.
وتشذ أمة يهود عن ركب البشرية في ذلك فتقرر لنفسها مقاييس خلقية خاصة وتبالغ في هذا التخصص حتى تحتكر الخالق، وبهذه الطريقة اليهودية الفذة تصبح العدالة شيئا نسبيا ومثلها الصدق والشرف إلى آخر ما تضمه الأخلاق من صفات معروفة وغير محصورة.
وبالاستناد إلى هذا المذهب اليهودي الخاص في الأخلاق ينقلب الكذب اليهودي صدقا والنذالة اليهودية شرفا والظلم اليهودي عدلا رائعا!. . بينما ينقلب صدق غير اليهود كذبا وشرفهم نذالة وعدلهم ظلما إذا كان في ذلك ما يمس مصلحة يهودية كبرت أو صغرت.
لقد طالبوا بتقسيم فلسطين وأصروا عليه وجندوا الدنيا لإقراره. فلما حققوه أعلنت أبواقهم في كل مكان أنه الحل العادل الوحيد للمشكلة الفلسطينية لأنه يستند إلى حق اليهود التاريخي في أرض الميعاد. أما أن تكون فلسطين مأهولة بأكثرية ساحقة عربية، أما أن تكون هذه الأكثرية مالكة لمعظم أراضي فلسطين منذ قرون، فأمر لا يؤبه له وحق العرب المستند إلى تلك الأكثرية ليس بحق. لماذا؟ لأنه ليس حقا يعود ليهودي!
وطالب العرب بتدويل القدس على الأقل، فقامت قيامة اليهود وأرغوا وأزبدوا. لماذا؟ لأن أكثرية سكان القدس يهودية، وهذه الأكثرية لا تريد تدويل القدس فيجب احترام رأي الأكثرية. .
عجيب والله أمر يهود! تفرض إسرائيل فرضا ضد رغبة الأكثرية من السكان ثم ترفض تدويل القدس احتراما لرأي الأكثرية. . مثال رائع للعدالة النسبية التي تتعشقها يهود!
وينظم اليهود مذابح وحشية لكي يحملوا العرب على ترك ديارهم ويعترف بذلك كبير زعمائهم الإرهابيين - مناحيم بيكن - ويسجل اعترافه في منشورات إنكليزية أشار فيها