إلى مذبحة دير ياسين وأنه تولى بنفسه تنظيمها والإشراف عليها لكي يضمن تحقيق التنكيل المتقن بالعرب، ثم يزور بيكن أمريكة فيستقبل في نيويورك ومدنها اليهودية الأخرى استقبال الأبطال الفاتحين. ويمعن اليهود في اضطهاد العرب ومصادرة أملاكهم حتى بعد قيام إسرائيل. يفعلون ذلك دون تردد وبضمير هادئ لأنهم يهود وأعمالهم الوحشية موجهة ضد غير اليهود؛ وإذن فهي في نظرهم تمثل منتهى العدالة، وإذن فهي تمثل منتهى الأخلاق!
وينظم اليهود إرهابا يهوديا منقطع النظير خارج حدود إسرائيل: في دولة عربية؛ ويصبون في هذه الدولة سيلا متدفقا من الجواسيس يتآمرون على سلامتها. وهذا عمل صالح لا غبار عليه لمجرد أنه عمل يهودي موجه ضد غير اليهود! أما أن تفطن تلك الدولة العربية إلى نوايا اليهود نحوها، وأما أن تقوم بإلقاء القبض على أولئك الجواسيس والإرهابيين من يهود، وأما أن تحيلهم إلى المحاكمة العلنية، وأما أن تصدر الهيئة القضائية المختصة حكمها بإعدام بعض وسجن بعض فهي جرأة عجيبة لا تغتفر وهي الظلم بعينه! لماذا؟ لأن الدولة غير يهودية والمحكمة غير يهودية والمتهمين يهود. . . وتحب أمة يهود أن تتجاهل أن التحقيق كان أصوليا وشاملا وأن المحاكمات كانت علنية وأن محامين من غير اليهود تولوا الدفاع عن المتهمين وأن الحكم صدر ببراءة بعضهم. تتجاهل أمة يهود ذلك كله وتكذب لأن كذب اليهود لمصلحة يهودية هو الصدق بعينه.
هذه هي المقاييس الخلقية المقلوبة عند اليهود!. .
من حق (موشي شاريت) أن يعلن حزنه العميق أمام زملاءه أعضاء (الكنيست) اليهودي، ومن حق هؤلاء أن يوقفوا الجلسة حدادا، ومن حق (أوبري إيبان) أن يمتنع عن حضور جلسات هيئة الأمم لشدة حزنه، ومن حق (راديو إسرائيل) أن يبدل برامجه ليذيع الكئيب من موسيقاه اليهودية البغيضة: من حق أمة يهود أن تفعل هذا وأكثر لتعرب عن شعورها لإعدام يهوديين في بغداد وسجن آخرين. ولكن ليس من حقها مطلقا أن تختلق وتغالط وتكذب وتحتال لكي تتهجم على الشرطة العراقية والقضاء العراقي والعدالة العراقية بأسرها وتوجه لها الشنيع من التهم بالبذيء من الألفاظ.
عفوا! قلت ليس من حقها ونسيت أن الحق اليهودي في عروقها له مفهوم يهودي خاص