للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

الإسلام. . والسلام

نشرت مجلة (تايم) الأمريكية صورة خيالية للنبي محمد عليه السلام، وقد رسمته في شكل زنجي يمتطي جواداً وبيده سيف، وكتبت تحت الصورة (الإسلام لا يعرف السلام)، وتقول الوكالة التي نقلت هذا النبأ إن سفير الباكستان كان هو الدبلوماسي المسلم الوحيد الذي احتج بشدة لدى سفير أمريكا على هذه الوقاحة، وأن الدوائر الدبلوماسية في لندن قد بذلت جهوداً جبارة لمنع الهنود المسلمين أبناء الباكستان من القيام بمظاهرات عدائية ضد أمريكا.

هذا ما كان من أبناء الباكستان في لندن. أما عندنا فقد اكتفت الحكومة المصرية بمصادرة عدد المجلة ومنعه من دخول مصر، وأنا أذكر أن حكومتنا هذه قد ألقت في الأيام الأخيرة بصحفي مصري في غياهب السجون لأنه تطاول وتجاوز الحد إذ كتب كلمة خفيفة يقول فيها إن ملك اليونان وقع في حب فتاة.

ولا عجب، فنحن ناس ظرفاء جداً، ومجاملون جداً، وإننا لنحاول أن نراعي مشاعر واحساسات أولئك الذين يهوون في غير مبالاة على مشاعرنا واحساساتنا بالنعال. .

لقد كان من الواجب على حكومتنا أن تمنع تلك المجلة منعاً باتاً من دخول مصر وأن تتفاهم مع الجامعة العربية على منعها من دخول الأقطار العربية الإسلامية كلها، حتى نؤدب عبيد المال وأرقاء المنفعة ولو كلفهم ذلك التهجم على الكرامات والاستخفاف بالعواطف والاحساسات. .

وبعد. . .

فهذه ليست أول وقاحة من نوعها، ولن نكون كذلك آخر وقاحة من نوعها، ونحن نقول لتلك المجلة ولبني قومها: حقاً إن نبي (الإسلام لا يعرف السلام) مع الظلم والطغيان والزور والبهتان، والاستعمار والاستعباد، وما تعث محمد عليه الصلاة والسلام إلا ليحطم الأصنام، ويدحض عبادة الإنسان للإنسان، وينادي أهل الأرض جميعاً إلى كلمة سواء، هي التوجه إلى الله العلي الكبير، ونحن أتباعه وأجناده (لن نعرف السلام) حتى نحطم طغيانكم، ونبطل بهتانكم، وندفع استعماركم الذي تطوقون به رقاب العباد.

نحن لا نعرف السلام إلا في رعاية الإنسانية وخامتها، فمن مبلغ ذلك الكاتب الأحمق أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>