نبي الإسلام هو الذي نادى منذ أربعة عشر قرناً بأن (لا فضلَ لعربي على عجمي إلا بالتقوى. .) على حين أن قومه الأمريكان يحلون في هذا العصر - الذي يقولون عنه إنه عصر النور والحضارة - قتل الزنوج والهنود لأنهم يعتبرونهم أقل مرتبة في الإنسانية. . وبعد هذا يتحدثون عن الإنسانية وعن المدنية وعن السلام. .
هذا المجمع اللغوي:
مر على إنشاء المجمع اللغوي خمسة عشر عاماً، فقد أنشئ في عام ١٩٣٢، ويذكر الذاكرون أن المرسوم الملكي الذي صدر بإنشاء المجمع قد حدد الأغراض التي طلب إليه تحقيقها وهي:(أ) أن يحافظ على سلامة اللغة العربية وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها، ملائمة على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر، وذلك بأن يحدد في معاجم أو تفاسير خاصة أو بغير ذلك من الطرق ما ينبغي استعماله أو تجنبه من التراكيب. (ب) أن يقوم بوضع معجم تاريخي للغة العربية , أن ينشر أبحاثاً دقيقة في تاريخ بعض الكلمات وتغير مدلولاتها. (جـ) أن ينظم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة بخصر وغيرها من البلاد العربية.
والآن، وبعد أن مضت تلك السنوات الطويلة التي تغيرت فيها الدنيا، وتغير العالم والتاريخ، ماذا حقق المجمع من تلك الأغراض، وماذا أجدى على اللغة من تلك المهمات التي رسمها المرسوم؟!
قالوا من زمن طويل إنه يشتغل بإنجاز معجم وسيط، وأنه بعد العدة لوضع معجم مطول، وهو إلى الآن عندما قالوا: فلا المعجم الوسيط أخرج وأنجز، ولا في المعجم المطول فكر وبحث.
وقالوا إنه سيخرج معجما تاريخياً، ثم قالوا إنه سيكتفي في ذلك بإخراج معجم المستشرق الألماني (فيشر)، وإلى الآن لم يسمع أبناء العربية خبراً عن ذلك المعجم.
وقالوا إنه سينظم دراسات للهجات العربية، وقالوا إنه سيضع ويحقق من الألفاظ العربية ما يوسع في مادة اللغة ويجعلها وافية في التعبير عن حاجات العصر، وما أحس الناس أثراً لذلك، وكل ما كان أن وضع المجمع جملة من الألفاظ والمصطلحات ولكنه طواها في مضابطه التي لا ترى النور، أو نشرها في تلك المجلة التي يوزعها على الرجال الرسميين