أذيعت أخيراً أهم القرارات التي أقرتها الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في القسم الثاني من دورتها التي عقدت بنيويورك من ٢٣ أكتوبر إلى ١٥ ديسمبر عام ١٩٤٦ ومن بينها قراران خاصان بالناحية الثقافية أقترحهما الوفد اللبناني ووافقت عليهما الجمعية بالإجماع وهما:
أولا: تعتبر الجمعية العامة أن ترجمة الآداب الثقافية العالمية إلى لغات أعضاء الأمم المتحدة من شأنه أن يساعد على التفاهم وانتشار السلام بين الأمم إذ يخلق ثقافة مشتركة لجميع الشعوب.
لذلك فهي تحليل هذا الموضوع إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي ليحيله بدوره إلى المنطقة التهذيبية والاجتماعية والثقافية للأمم المتحدة لاتخاذ عمل ملائم، وتوصي المجلس والمنطقة أن يأخذا بعين الاعتبار المبادئ التالية في درس هذا الموضوع:
(ا) أن ترجمة هذه الآداب الثقافية العالمية هي مشروع ذو طابع عالمي له أهميه كبرى من ناحية التعاون والتفاهم الدولي حول المسائل الثقافية.
(ب) أن بعض الأمم ليس لديها التسهيلات الكافية ولا المعدات اللازمة لترجمة هذه الآداب العالمية إلى لغاتهم.
(ج) تعتبر هذه الترجمة من الحوافز التي تساعد على انتشار الثقافة بين الناس.
(د) أن معنى الآداب الثقافية لا ينحصر بالإشارة إلى أدب معين دون سواه بل يتناول جميع آداب الأمم وثقافتهم خصوصاً ما كان منها - بشهادة أكبر الثقاة - ذات قيمة باقية على الدهر
ثانياً: تعتبر الجمعية العامة أن أعضاء الأمم المتحدة ليسوا على مستوى من التطور الثقافي وإن بعض الأعضاء قد يحتاج إلى مشورة الخبراء الفنيين في مختلف نواحي الاقتصاد والاجتماع والثقافة، وإنها مدركة عظم المسؤولية الملقاة على عاتق الأمم المتحدة في تقديم هذه المشورة الفنية لهم بحكم نصوص ميثاقها نظراً لأهميتها في دعم السلم والرفاهية في العلم.