للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للآن، بل لقد أهمل أمر هذا السفر العظيم وأصبح في خبر كان.

ولعل عاصمة من العواصم الإسلامية القديمة لم تجد من عناية المؤرخين بتاريخها وخططها وتطوراتها مثل ما وجدت القاهرة، ولكن مما يدعو إلى الأسف أن لا نجد بين أيدينا من ذلك إلا خطط المقريزي في القديم وخطط علي باشا مبارك في الحديث، على حين أن هناك عشرات الكتب المماثلة لا تزال مطمورة مجهولة فهل يمكن أن تتعاون دار الكتب المصرية ودار الآثار العربية على إخراج هذه الآثار؟

آثارنا:

ومن أنباء دمشق أيضاً أن رئيس البعثة الفرنسية التي كانت تقوم بأعمال الحفر والتنقيب في منطقة رأس شمر باللاذقية قد نقل جميع ما عثر من اللوحات الأثرية القيمة إلى فرنسا ولم يسلم للحكومة السورية منها شيئاً مع أن هذا يخالف نص الاتفاق الذي عقد بين الحكومة السورية والبعثة الفرنسية والذي يقضي باقتسام ما يعثر عليه من الآثار مناصفة بين الفريقين، وقد كتب محافظ اللاذقية إلى حكومته يقول أن رئيس البعثة الفرنسية يأبى أن يسلم شيئاً من الآثار التي عثر عليها بحجة أنه نقلها إلى فرنسا ليقوم بدراستها وفك رموزها، ثم يهيب بالحكومة أن تقاضيه نصيبها من هذه الآثار.

وهذه القصة في الواقع هي قصة جميع الآثار لأقطار الشرق، تلك الآثار الغالية التي سرقت تحت أبصارنا وأسماعنا وغمرت بها المتاحف الأوربية، على حين خلت منها متاحفنا ومكتباتنا وأصبحنا لا نستطيع تصحيح تاريخنا إلا إذا شددنا إليها الرحال أو تفضل مستشرق فقدم إلينا من دلائلها ما يريد هو لا ما نريد نحن.

(الجاحظ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>