انجحْ في الحياة ولا تفشل، وتوخَّ أسباب النجاح، وتوقَّ أسباب الفشل، فإنك إن تنجح عدَّ الناس ذنوبك حسنات، وإن تفشل عدَّ الناس محاسنك مساوئ
هذه فرنسا كانت في رأي كثير من الناس أم المدنيات، وما من حضارة إلا وهي مقتبسة منها، وما من خير إلا إليها مرجعة؛ فلما أجتاحها الألمان، وسقطت تحت كلكل القوة، انقلب مدح الناس ذماً؛ والفضائل التي كانوا يعدونها لها صارت رذائل. . .
كانت ترى أن يربي الفرد لنفسه، ولا يرون أن يربي الفرد ولا يعطي للدولة إلا ما فضل عنه، فكانوا يرون ذلك معها، ولا يرون أن يربي الفرد للأمة كما يرى الألمان
وكانت ترى الحرية في أوج مداها، فكانوا يرون ذلك معها ولا يرون أن أناساً قد تفسدهم الحرية كما تصلح قوماً آخرين
وكانت ترى إشباع الشهوات، والأخذ بأكبر قسط من ملذات الحياة، فكانوا يرددون هذا، ويرون أن الأخذ بضد ذلك سجن للحرية، وشقاء للنفس والمجتمع
وكانت ترى تضييق حدود النسل، فكانوا يرون أن الحق معها وأن المرء لم يخلق ليكون عاملاً غير مأجور لأولاده وأسرته
وكانت وكانوا إلى ما شاء الله من هذه الآراء. فلما هزمت في الحياة صار هذا الجلال صغاراً، وذلك النور ظلاماً، وانقلبت كل هذه المحاسن والمحامد آثاماً وعيوباً في أقل من طرفة عين.
ما هذا الذي بدَّل الحسن، وشوّه ذاك الجمال، وأحال الأمور إلى أضدادها؟. . . إنه الفشل، وقاتل الله الفشل
والناس من يلق خيراً قائلون له ... ما يشتهي ولأمّ المخطئ الهبل