للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

مكتبة الأب أنستاس الكرملي:

كلفت اللجنة الثقافية بالجامعة العربية مندوب بغداد الاتصال بالحكومة العراقية على أن تحرص على اقتناء مكتبة فقيد اللغة والأدب الأب أنستاس الكرملي قبل أن تتبعثر وتتخطف الأيدي كنوزها النادرة.

وقد كان الأب الكرملي - رحمه الله - من الباحثين الذين يهتمون باقتناء الكتب النادرة، وقد صرف كثيراً من عنايته إلى هذه الناحية. ومما يذكر أنه في صدر حياته جمع مكتبة ضخمة في خزانة دير الآباء الكرمليين، وقد كانت هذه المكتبة تضم حتى عام ١٩١٤ أكثر من ١١ ألف كتاب عربي مطبوع وأكثر من ٨ آلاف كتاب إفرنجي مطبوع و٧٨٣ كتاباً من نوادر المخطوطات كان ضمنها ديوان امرئ القيس وديوان السموأل وديوان المزرد ونسخة كاملة في ٣٢ جزءاً من كتاب مرآة الزمن لابن سبط الجوزي، ونسخة كاملة من الخصائص لابن جني، ونسخة من كتاب العين للخيل بن أحمد، ونسخة تامة من ديوان الأدب للفارابي. ولكن هذه المكتبة النفيسة ضاعت إبان الحرب العالمية الأولى، فكان ضيعاها فجيعة قاسية على نفس الأب الكرملي، وظلت الحسرة على ضياعها تلازمه حتى مماته.

على إنه. رحمه الله - أخذ في تجديد تلك المكتبة، وجهد في جمع النوادر لها، وقد استطاع أن يضم فيها قرابة ٢٠ ألف كتاب مطبوع وألفي كتاب مخطوط. ومما يذكر أن الكرملي ألف أكثر من أربعين كتاباً في اللغة والأدب والتاريخ، وقد طبع بعض هذه الكتب، ولكن أكثرها لا يزال مخطوطاً، وفيها ما لم يكمل تأليفه. وكان - رحمه الله - يعتز بهذه المؤلفات ويبالغ في المحافظة عليها، ولما قامت الحرب جمعها في خزائن حديدية ودفنها تحت الأرض حتى لا تفتك بها الأحداث، وقد صرف الكرملي حقبة طويلة من عمره في تأليف قاموس عربي كبير قسمه إلى ثلاثين جزءاً، أنجز منها ٢٢ جزءاً، وكان في آخر حياته شديد الحرص على إتمام هذا الأثر، ولكن المنية عاجلته قبل أن يبلغ غايته.

ومما هو معروف أن الفقيد كان عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وعضواً في مجمع فؤاد الأول للغة العربية، فإذا كانت الحكومة العراقية ستقوم من جانبها باقتناء مكتبته،

<<  <  ج:
ص:  >  >>