ولم يكادا يفرغان من الطعام، ويقومان عن المائدة. . . حتى أقبلت (مترونا) على (الضيف الغريب). . . تسائله:
- (من أي البلاد أنت؟!) فأجابها في صوت شاعت فيه الوداعة (لست من هذه البقاع!. . .)
فقالت دهشت (ولكن. ما الذي رمى بك إلى الطريق؟)
- (لست أدري.!.)
- (أتعرض أحد لك بسوء؟!.)
- (كلا!. . . لقد عاقبني الله تعالى!. . .)
- (أما كنت ملقى على قارعة الطريق؟!. . .)
- (بلى عرياناً ومثلجاً، وقد لمحني زوجك الكريم (سيمون) فأدركته الرحمة فخلع ما عليه، وألبسني إياه، وأحضرني هنا. . . فأطعمتني من جوع، وآويتني من برد. . . وأشفقت عليَ من التشريد والموت. . . فجزاك الله خيراً).
فنهضت (مترونا) وأحضرت له بعضاً من ثياب زوجها القديمة. . . وأعدت له مناماً على كثب من التنور يقضي فيه ليلته
باتت (مترونا) في مضجعها تتقلب فلم يزر جفنيها الكرى وما فتئت ذكرى (الغريب) تراود مخيلتها. . .
بدا لها كيف أتى على نصيبهم الأخير من الخبز. . . فلم يدع لهم شيئا إلى العند. . . فأحست بالحزن يساور نفسها. . . والألم يتغلغل في قلبها. . . بيد أن تلك البسمة التي