للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

زكي مبارك وكتاب الله

التحدي نشر بمجلة (الرسالة)، وهي مجلة عالية، والمتحدي أستاذ بكلية الطب، وهي أيضاً كلية عالية، فمن واجبي أن أدفع عن نفسي بلاء هذا التحدي فأقول: إني رجعت إلى مقالي المنشور (بالعدد ٥٩٢) من (الرسالة) عن (تلك الروح وذلك اليوم)، فلم أجد فيه لفظة واحدة تدل على أني أخاصم القرآن حتى يصح لذلك الفلان أن يقول (ما لزكي مبارك وكتاب الله)

أنت يا أيها الأستاذ محمد أحمد الغمراوي تسيء إلى نفسك بإصرارك على اتهامي في إسلامي، وإن صح زعمك، فسيكون كفري أفضل من إيمانك، لأني أعرف ما لا تعرف من حقائق العلم والدين

كان يجب أن تتذكر أني دكتور في الفلسفة ثلاث مرات، وأني أجدر العلماء وأقدرهم على شرح نظرية وحدة الوجود، وسأخرج عنها كتاباً يفوق فهمك، ولكنه سيشرّفك حين تدرك أن في أبناء وطنك من شرح معضلة عجز عن شرحها الفلاسفة فيما سلف من الزمان!

وأنا مع هذا راضً عنك، لأنك بعلمك الغزير الوفير ترشدني إلى فهم القيمة الصحيحة لحقيقة نفسي، فما خطر في بالي أني أعظم من أساتذة كلية الطب، قبل أن أقرأ ما تكتبه عني

ثم ماذا؟ ثم أتعجب من ثنائك على نفسك بنشر ما قال أحد مخاطبيك مدحاً في قدحك على كتاب (النثر الفني)

وهل تفهم كتاب (النثر الفني) حتى تتطاول على مؤلفه بذلك الأسلوب؟

ثم ماذا؟ ثم اسأل عن سكوتك المطلوب المرغوب عن نقد كتاب (التصوف الإسلامي). . . وأجيب عنك فأقول: إنك تعجز عن فهم كتاب (التصوف الإسلامي)، لأنه كتاب في الفلسفة العالية، ولا تستطيع أنت ولا يستطيع أشياخك أن ينقدوه بحرف؛ لأنه فوق ما تطيق وفوق ما يطيقون!

أنت يا أيها الأستاذ في احتياج شديد إلى من يدلك على أن الشتائم لا تنفع في مقارعة الخصوم، وإنما ينفع الصدق، ولو أن الله وهبك عمر نوح لعجزت عن تأليف كتاب مثل كتاب (النثر الفني)، أو كتاب (التصوف الإسلامي).

<<  <  ج:
ص:  >  >>