يجب علينا لفهم هذه الروح في شعر شكسبير أن نطلع على الحالة العقلية التي كانت تسود عصره والعصور التي سبقته. قال كلارك:(لقد كان هناك عدد عظيم من الملحدين والمشككين وجدوا في عصر كان بمثابة الخطوة الأولى في ترقية العلوم المعروفة لدينا الآن. فقد كان تلاميذ كوبرنيكس الفلكي يتساءلون ويتجادلون في كل ما عرف من النظريات الفلكية من قبل، وكان هناك نفر آخر من الكيميائيين دحضوا حجج مدعي الكيمياء القدماء، ولكن النضال لم يكن مقتصرا على جماعة المجددين فحسب، بل وجد هناك نفر آخر من القدماء المقلدين الذين كانت أقصى غايتهم مقاومة هذا التيار الجارف. وإن من الغرابة أن نجد الملكة اليصابات تستشير المنجمين والدجالين في تعين الوقت المناسب للاحتفال بتتويجها ملكة على إنكلترا)
ومن حسن حظ العلم قيام عدد من المفكرين أثبتوا فساد كثير من النظريات القديمة المألوفة فبزغ نجم رينولد سكوت لما هاجم عددا من العقائد الدينية المألوفة، ولم يقتصر هذا التجدد على المفكرين من رجال العلم بل تعداه إلى رجال الكنيسة أنفسهم فظهر هناك من رجال الكهنوت عدد حاول إصلاح الديانة مما طرأ عليها من الخرافات والأباطيل
أما الخرافات فكانت تسيطر على جميع مناحي الحياة في ذلك العصر. فكان السحر بطرقه المختلفة مهنة تمتهنها النساء اللواتي كانت تغلب عليهن صفة الذبول والكبر وبشاعة المنظر. وكان معظم هؤلاء النسوة من الشريرات القذرات ممن كان أقصى غايتهن إيقاع الضرر وبذر المساوئ في المجتمع البشري. غير أنه وجد في نفس العصر بعض ساحرات كان همهن شفاء المرضى والقيام بخدمات حسنة للمحتاجين والمهددين بالأخطار
قام الناس على اختلاف طبقاتهم يناوئون السحر والسحرة فهاجموا الساحرات في عقر دورهن وكانوا يأخذونهن راسفات في الأغلال إلى السجون حيث ينتظرن محاكمتهن أمام