للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

قانصوه الغوري

سلطان مصر الشهيد

الفصل السادس

في بركة الرطلي

للأستاذ محمود رزق سليم

بقية ما نشر في العدد الماضي

الشاعر: صدقت! ولكن الشعراء يعيشون بعواطفهم أكثر مما يعيشون بعقولهم، ويتأثرون بالحوادث أكثر مما يتأثر بها سواهم. هم يشاركون المؤرخين حب الاستطلاع، والوقوف على كنه الحوادث. ولكن المؤرخين يقيدونها فحسب، أما الشعراء فيتأثرون بها ويثورون لها. . وهذا هو الفارق بيني وبين فقيهنا الهمام مولانا ولى الدين. .

ولي الدين الفقيه: كيف لا يتأثر المؤرخون بالحوادث، إذا كانت تتصل بهم في الصميم؟ ومن ذا يرى بلاده يطغى عليها الشر فلا يحزن لها ويكافحه، أو يعمها الخير فلا يهنأ معها أو يأخذ من خيرها بنصب؟

التاجر فرس الدين: إذن! مولانا الشيخ معجب بما في البركة من زينة وملهى، ويدعونا إلى أن نقبس من لهوها بمقباس. . وقد قيل:

منذا يرى الغيد تهفوا ... برقة ودلال

ولا يميل إليها=ولا يلين بحال. . .

ولي الدين الفقيه: وقانا الله وإياكم شر المنكرات، إنما أقصد بالخير ما تشهده البلاد الآن من الرخاء. . وذلك يدعونا إلى أن نتحدث بنعمة الله، فقد قال تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) وقال جل شأنه: (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وها هو ذا النيل يفيض وبقى كعادته، وها ذى الأرض تبسم لنا عن زرعها النضير. وقد قيل:

النيل فاض وفي راحاته ذهب ... والأرض دون نداءكم تلبينا

<<  <  ج:
ص:  >  >>