قال الأستاذ محمد سعيد العريان في مقالاته الأنيقة (الرافعية) في (الرسالة) الجامعة الغراء: (وكانت - يعني مقالة الرافعي في شوقي في المقتطف - دراسة أعتقد أن أحداً من كتاب العربية لم يكتب مثلها عن شوقي أو يبلغ ما بلغ الرافعي بمقاله. وكان مما أخذ الرافعي على شوقي وسماء غلطات في النحو أو اللغة أن شوقي ابتدأ بالنكرة في قوله:
ليلى، مناد دعا ليلى فخف له ... نشوان في جنبات الصدر عربيد
أقول: الحقّ أنّ مقالة الأديب الكبير الأستاذ الرافعي في (أمير الشعراء) - رحمة الله عليهما - هي من أبلغ ما قال القائلون في شوقي، وأما قول الأستاذ محمد سعيد: إن شوقياً ابتدأ بالنكرة في قوله: ليلى، البيت، فهناك اشتباه والأشياء تشتبه. وهذا البيت لم يره الأستاذ الرافعي، والذي أورده في مقالته في المقتطف الغراء في أبيات وخطّأ (نحويته) وصوّبها الكاتب المشهور الأستاذ (العقاد) هو هذا:
إن رأتني تميل عني كأن لم ... تك بيني وبينها أشياء
وابن مالك يقول:(وبعد ماض رفعُك الجزا حسن) ويقول أبن عقيل: (إذا كان الشرط ماضياً والجزاء مضارعاً جاز جزم الجزاء ورفعه، وكلاهما حسن) وأدق من قولي ابن مالك وابن عقيل قول تلميذ (الخليل) في (الكتاب)(وقد تقول: (إن أتيتني آتيك أي آتيك إن أتيتني)، قال زهير:
وإن أتاه خليل يوم مسألة ... يقول: لا غائب مالي ولا حرِمُ)
وفي (كتاب الله): (من كان يريد حَرْث الآخرة نزِدْ له في حرثه، ومن كان يُريد حرث الدنيا نؤتِهِ منها، وما له في الآخرة من نصيب)
فالرفع حسن والجزم أحسن، وللنحاة في الترجيح أقوال
وأما قول شوقي:(ليلى مناد دعا ليلى فخف له الخ) وابتداؤه بالنكرة فنذر الكلام في ذلك لابن الدهان وقد استجاده الرضى فنقله في (شرح الكافية): (قال ابن الدهان - وما احسن ما قال: إذا حصلت الفائدة فأخبر عن أي نكرة شئت، وذلك لأن الغرض من الكلام إفادة