من أعجب المفارقات أن يذكرني (البلاج) بالتصوف بل لعل غاية العجب أن أكتب هذا الفصل أمام إحدى (كباين) ستا نلي باي. .
وليست هذه المرة الأولى فيما أعتقد، التي تدعو المفارقات فيها مثل هذه الدعوى. .
إننا لاشك نمر بمحنة عنيفة، وتبدأ أطرافها الأولى هنا على البحر وتنتهي هناك في معترك الحرية واستخلاص الحقوق، وإقامة المجتمع الصالح. .
وليس بالإمكان أن يجتمع الخير والإثم معا، ولا أن يشترك الحق والباطل، ولا يمكن أن نواجه المستقبل إلا بنفوس مفطومة من الشهوات وأوضار اللذات. . فإذا لم نستطيع أن نصوغ هذه النفوس، كنا أعجز عن أن نحقق لوطننا أو لبلادنا ما تبتغيه من مجد.
ولا عبرة بما يقوله البعض، من أن النفس الإنسانية تستطيع أن تجمع بين الجهاد واللذة، آو أن بعض المكافحين والمناضلين كانوا في حياتهم الخاصة على غير الصورة المثالية التي كانوا يدعون إليها. .
أن (البلاج) الآن مدرسة ضخمة من مدارس الرخاوة والميوعة والانطلاق، يلتقي فيها الآباء والأمهات والشبان والفتيات والأطفال دروساً على جانب كبير من الخطورة، إنها أبعد أثراً في مستقبل هذا الوطن من مدرسة السينما، أو أقل إنها التطبيق العملي لتلك الصورة المتحركة.
إنني أشك كثيرا في قدرة الشباب الذي اعتاد أن يقضي بضعة شهور من العام في محيط ينضح بالإغراء، وأشترك إلى حد كبير في تلك المناورات التي تقوم على الشاطئ والأمواج وفي الكابينات، أشك كثيرا في أنه يستطيع الصمود يوما لمعركة فاضلة في سبيل الحرية آو الإصلاح. .
وهذه الفتاة وهي النصف الثاني من الأمة، هي الجزء البعيد الأثر في رعاية الزوج وتنشئة الابن، كيف يمكن أن يعتمد عليها، وهي على هذه الصورة من الاندفاع في العباب العنيف.
أنا أومن كل الأيمان بحق الجسم في الرياضة والهواء والماء ولكن ليس على هذه الصورة المزعجة القاسية، التي لا يمكن أن تتحملها نفسية الشباب المراهق، دون أن تدفعه دفعا إلى