للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من أسخيلوس]

لايوس وأوديب

(درامتان مفقودتان)

بقية المنشور في العدد الماضي

للأستاذ دريني خشبة

- ٩ -

(ويلاه! لقد جئت أستجلي الحقيقة فضاعفوا الغموض في نفسي! أبي من هذا الذي أقتله، وأمي من تلك التي أتزوج منها، وأي شعب هو ذاك الذي أتعسه وأشقيه؟ أتكون الملكة صادقة وأكون ابن يوليبوس حقاً؟! أتكون زلة لسان من هذا العربيد أرسلها وهو لا يدري ما هي؟ إذن لأبعد في الأرض فأنا لا أطيق أن أراني أقتل يوليبوس، أبي، إن كان حقاً أبي. . . وأنا لا أطيق أن أراني زوجاً لأمي الملكة. . . إن كانت حقاً أمي!. . .)

وذهب المسكين لا يلوي على شيء، يأوي إلى الكهوف والغيران إذا جنه الليل، ويغتذي بقليل من البندق أو الجوز أو التين إذا ألح عليه الجوع، ويبل غلته من الجداول والغدران.

- ١٠ -

وبينا هو يطوي الفيافي والقفار، إذا به يصل إلى ملتقى طرق ثلاث، وإذا به يصل ثمة في الوقت الذي يصل ملأ كريم إلى المكان نفسه، وقبل أن يعرف أوديب أي الطرق الثلاث يسلك إذا رجل طوال يبدو عليه ملامحه أنه جندي أو قائد، يأمره بصوت خشن أجش أن ينتحي ناحية حتى يمر الركب. وكانت لهجة الرجل من الجفاف والغلظة بحيث لم يحتملها أوديب، فرفض أن يتزحزح خطوة واحدة، بل زاد فاعترض طريق الركب كأنما يتحدى رجاله جميعاً. وكيف يراد من أوديب الناشئ في بيت ملك كورنثه والذي أعدته الأيام لتولي زمام الملك أن يصدع بأمر رجل عابر طريق، مهما كان الرجل من حول ومن طول؟ إذن ليلتحم أوديب مع كل هؤلاء القوم في عراك عنيف، وليكن من الأمر ما يكون!

وصاح الرجل مرة أخرى، وأرغى من الغضب وأزبد. . . ولكن أوديب وقف مكانه كأنما

<<  <  ج:
ص:  >  >>