كتب جماعة من المستشرقين وبعض الكتاب كتابة خاطئة عن أنساب بعض عربا السودان والصحراء الشرقية، فجاء في محاضرة دخول العرب للسودان التي ألقيت في الجمعية الجغرافية الأسيوية منذ سنوات قليلة ما ملخصه:(إن معظم سكان الجزء الشمالي من السودان على ضفاف النيل يدعون أن نسبهم يتصل ببني العباس، غير أن هذا ملخص ادعاء لم تثبت حقيقته بعد)
وزعم نعوم بك شقير صاحب كتاب (تاريخ السودان): (إن انتساب عرب السودان للأصول التي ينتمون إليها، لا ثبت له عندهم إلا ما حفظوه أو لفقوه من القصص الخرافية).
ونسب المستشرق شوينفرث في كتابه (طرق مصر المهجورة) العبابدة والشكرية وغيرهم من قبائل الصحراء الشرقية للبجة؛ وقال:(إن العبابدة تعربت كثيراً والشكرية تعربت)
ونسب البستاني صاحب دائرة المعارف، والمستشرق بروس العبابدة للبجة، وزاد نعوم بك شقير على ذلك بقوله: إن في تقاليد العبابدة انهم قوم الزبير بن العوام، ولعل قوم الزبير بن اختلطوا بهم فكانوا رؤوسهم. وإلى هنا نكتفي بهذا القدر من مزاعمهم ونرد عليها: بأن من الثابت في التاريخ أن فريقاً من بني العباس هاجروا من الديار المصرية إلى السودان في القرن الثامن الميلادي
وإذا كان من صفات عرب شمال وشرق السودان والصحراء الشرقية تلفيق الانساب، فأن فيهم الجباب من نسل أبي لهب واليزيديين من نسل اليزيد، فكان أحرى بهؤلاء أن يلفقوا لهم نسباً غير نسبهم.
أما تلك القبائل التي نسبوها للبجة، فهي قبائل عربية صميمة فالعبابدة في الأصل فرع من الكواهلة بني محمد الكاهل بن عبد الله المكنى بأبي بكر بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي. ويحدثنا الرحالة ابن بطوطة في كتابه (تحفة النظار وعجائب الأمصار) أنه رأى في نحو سنة ٧٥٧ هـ حياً من العرب بصحراء عيذاب (عتباي) على بعد يومين من رأس دواير يعرفون بأولاد كاهل مختلطين بالبجاة عارفين بلسانهم اهـ