الجنرال لودندورف من أعظم قواد ألمانيا في الحرب الكبرى وأعظم الخبراء العسكريين المعاصرين، وله في الحرب ووسائلها وغاياتها نظريات خاصة بسطه في كتاب وضعه بعنوان:(الأمة أثناء الحرب)، وقد ظهرت أخيراً ترجمة إنكليزية لهذا الكتاب بنفس لعنوان وفي هذا الكتاب يحمل الجنرال لودندورف على نظريات كلاوزافتش في الحرب، وخلاصتها أن السياسة يجب أن تكون أداة للمشرعات العسكرية، وأن هذه المشروعات يجب أن تكون طريقاً مباشراً للحرب؛ ومع أن نظريات كلاوزافتش تعتبر في كثير من الأمم ولا سيما إنكلترا نظريات متطرفة خطرة، فإنها تعتبر في رأي لودندورف لينة قاصرة؛ ذلك لأنها في نظره تفسح للسياسة مجالاً أكثر مما يجب، ولأنها لم تدرك أهمية السيطرة العسكرية المطلقة. وكل ما يسلم به الجنرال لودندورف من نظريات سلفه هو أن الحقيقة الخالدة في الحرب (هي حصر الأغراض العسكرية في سحق جيوش العدو خلال الحرب). أم ما تبقى من نظريات كلاوزافتش فيرجع إلى ماض انقضى وحل محله عهد جديد. ويرى لودندورف أن الحرب الحديثة لم تبق حرب جيوش وقوى عسكرية فقط هـ وإنما هي حرب مطلقة تقوم على حرب الأمم ضد الأمم. ويجب بناء على ذلك أن تضع الأمة كل قواها العقلية والأدبية والمادية في خدمة الحرب، وأن تكون هذه القوة أثناء السلام مخصصة للحرب التالية. ذلك لأن الحرب في نظر لودندورف هي أعظم تعبير عن إرادة الأمة في الحياة، ولهذا يجب أن تكون السياسة عبداً مطلقاً للحرب وأداة مطيعة لها.
ويرى لودندورف أن الحرب وسيلة لا غاية لها؛ ولهذا يجب أن تعد الأمة للحرب، وأن تكون دائماً على قدم الاستعداد له. ويرجع لودندورف هزيمة ألمانيا في الحرب الكبرى إلى الدعاية النصرانية والدعاية اليهودية، ويقول إن العقيدة النصرانية، والحياة التي تترتب عليها، لها أهم أسباب الانحلال القومي في الحرب المطلقة؛ ولهذا يجب أن تستبدل بهذه العقيدة أخرى تقوم على العقائد الجنسية، أو بعبارة أخرى تقوم على الإيمان (بألمانيا) وألمانيا وحدها؛ ومن ذلك تتفجر الوطنية الصحيحة. وتؤمن المرأة بأن أعظم واجباتها ينحصر في إنتاج أبناء أقوياء للأمة يحملون أعباء الحرب المطلقة، ويخصص الرجال كل